- أنت ولدي أنا
- أنها لا تزال مرابطة في فراشها ..
هكذا اخبرتها والدتها حينما فتحت لها الباب ..
- سارة حبيبتي لقد تأخرتِ واعتقدتكِ نسيتِ سلمى ..
قبلت وجنتها بحب ..
- مطلقًا خالة سوسن فقط مرض التؤأم وارتفعت درجة حرارتيهما كما تعلمين هما مرتبطان حتى في المرض ..
- كان الله في عونك حبيبتي ..
سألتها بلهفة ..
- أين سلمى ..؟؟
اجابتها بمرارة ..
- كما هي حبيسة غرفتها ..
- سأتحدث إليها لا تحملي الهم ..
- اريد أن انبهك يا سارة .. تلك ليست سلمى التي تعرفينها من قبل ...
- ربما هي هكذا الآن لكنها ستعود صدقينى .. هي فقط بحاجة للوقت والدعم ونحن هنا من أجل ذلك ..
نبرة التفاؤل في صوت سارة اصابتها هي الأخرى بالعدوى .. ربما ستتخطى سلمى تجربتها المريرة يومًا..
ثم سبقت سارة لداخل غرفة سلمى وازاحت الستائر وهزتها بلطف ..
- سلمى حبيبتى .. لديكِ زائر
انتفضت برعب وهي تنتبه لكلمات والدتها .. ثم تصرخ بانهيار ..
- لا ..
- لا تخافي حبيبتى .. أنها أنا فقط ..
وكأن رؤيتها لسارة احيتها .. القت بنفسها بين ذراعيها وبدأت في البكاء ..
- لماذا البكاء يا سلمى لقد انتهى كل شيء ..
تنحنحت سوسن بحزن وهي تقول ..
- سأعد لكما الشاي .. اقنعيها سارة بتناول الطعام وأنا سأترككما بحرية ..
ابعدتها سارة عنها وتطلعت لعينيها بحب ..
- سلمى أنا لا اريد منكِ أن تخبرينى عن الماضي .. انسيه سلمى وابدأي صفحة جديدة .. لا يهم ما حدث بل الأهم أنكِ عدتِ من جديد لفراشك ولمنزلك ولوطنك ..
- لا استطيع يا سارة .. ما حدث كان من البشاعة بحيث انطبع بداخلي .. اصبح جزء من تكويني ..
- لكني لا اراه على ملامحك أو علي جسدك يا سلمى .. أنتِ فقط ترينه لأنك تعتقدين أنكِ ضعيفة .. الكرة في ملعبك الآن قد تواصلين رثاء نفسك والدخول في دائرة الاحباط والكفر بكل ما تؤمنين به أو قد تنهضين أقوى وتبدأي من جديد بحرية ..
الضعف نابعًا من الداخل لا من الخارج بقوتك تستطعين التغلب على عثرات حياتك وبضعفك لا تلومي سوى نفسك ..
- لقد دمرني بالكامل حتى أنني بت لا اصلح لأي شيء ..
- أنتِ مخطئة تمامًا .. لا يمكن أن يدمرنا الغير .. نحن ندمر أنفسنا حينما نسمح لهم بذلك .. أنتِ خضتِ تجربة ومن المفترض أنها انتهت لماذا لا تستطعين نسيانها .. سأعطي لكِ مثالا .. اريدك أن تقابلي تالا الجديدة .. ولدت من جديد .. بنت نفسها بنفسها بعيدًا عن الجميع .. قوتها نبعت من الداخل فشكلتها من الخارج .. وأنتِ تستطعين .. فقط انهضي من فراشك وانظري للشوارع .. انظري لتراب الأرض واستنشقيه .. الآن أنتِ في بلدك وسط أهلك واصدقائك .. لن يدمرك زوج الآن إلا اذا اردتِ أنتِ ذلك ..
أنت تقرأ
ومنك اكتفيت
Romanceإهداءً إلى أرواح تعرف نفسها.. فسلامًا على أرواح كلما تباعدت المسافات بينهم زادها البعاد اشتياقًا وعادت أشد لهفة للقاء .. ومنك اكتفيت