كما تدين تدان
(البِرُّ لا يَبْلَى ، وَالِإثْمُ لَا يُنْسَى ، وَالدَّيَّانُ لَا يَمُوتُ ، فَكُن كَمَا شِئتَ ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ ) ..
لا شمس الظهيرة اللاهبة ردعتها ولا فراقها لطفليها كان سببا يجعلها تبقى في منزلها الذي سيتحول لمقصلة عملاقة بعدما سمعت عما فعله فالح في المجلس وعن نشره لصور علوان يغادر غرفتها ..
لطالما غذت حقد فالح عل معتصم ظًنا منها أنها تلهيه بالمشاكل فلا يجد الوقت ليفكر في اللعينة شيرويت لكنها اكتشفت أن من يربي ثعبانًا لئيمًا يكون أول فرائسه ..
لن تنسى ما حيت نظرة هدى حينما راقبتها من مجلس الحريم وهي تسترق السمع لما يقال وكأنها كانت تعلم خطوتها القادمة وتتشفى فيها ..
وحيدة خائفة مرتعبة .. كانت تركض بلا هدف فقط لتبتعد ..
تركت بلدها وأطفالها ومنزلها وحتى ثيابها خوفًا من العقاب .. كانت تعلم ماذا سيفعله بها معتصم عندما يعلم ما فعلته ..
حتى زهوة النصر لم يعد لها مكان .. حينما علمت أن شيرويت انقذت حمزة من السقوط زادها هذا غلًا وحقدًا ارادت كسرها بقتل ابنها فوجدتها صلبة ومازالت بنفس قوتها ونقائها وسلامها الداخلي ..
من سخرية القدر أنها ساهمت في الماضي فى فرار ضرتها وحينما فرت لم تتأثر لا بالغربة ولا بالنفي بل عادت بطفل سرق قلب زوجها وقوة خارجية تدل علي أنها لم تعاني خلال فترة غيابها .. أما هي ففرت بثياب المنزل وبدون حتى أن تحمل جنيهًا واحدًا ..
كانت تزيد من سرعة ركضها كلما كانت تفكر في معتصم وفجأة شعرت بنعلها يتمزق عندما تعثرت في حجر لتتركه مكانه وتواصل الركض حافية القدمين ..
شبح معتصم يطاردها وكراهيتها تخنقها والسواد بداخلها لا حدود له ..
**
- حازم يكفي هذا .. اعتقد أنك اكتفيت من التعويض حتى التخمة .. حان وقت وضع النقاط فوق الحروف..
سعل بشدة واختنق بالطعام من شدة نوبة الضحك التي احتلته ..
- حبيبتي تالا .. اعتقد أن النقاط حفرت منذ أول أمس لا فقط وضعت .. ثم ليكمل بتهكم ..
- هل مرت سحلية على وجهك اثناء نومك بين ذراعي فاستيقظتي فجأة واكتشفتي أن النقاط سقطت سهوا؟؟
هتفت والاحمرار يغزو وجهها ..
- هذا ليس ظريفًا على الاطلاق ..
ثم حاولت التماسك والتحدث بجدية ..
- نحن لم يكن مقدرًا لنا البقاء سويًا منذ البداية ..
ادارها لتواجهه ..
- ومن قدر هذا تالا ؟؟
بهتت ولم تستطيع الاجابة ..
أنت تقرأ
ومنك اكتفيت
عاطفيةإهداءً إلى أرواح تعرف نفسها.. فسلامًا على أرواح كلما تباعدت المسافات بينهم زادها البعاد اشتياقًا وعادت أشد لهفة للقاء .. ومنك اكتفيت