الرابع عشر

230 9 1
                                    

صدى الصوت

سبحان مغير الأحوال من حال لحال ومن ساعة لساعة نختبر الأهوال

فتتغير المفاهيم ونتمنى الزمن يعود لنعدل كل مال ..

المواجهة الآن حياة أو موت حتى أنه لم يتجرأ على قراءة الورقة المستكينة في جيبه ..

يجب عليه النظر في عينيها أولا قبل أن يعرف كيف حدث ما حدث ..

لسنوات اعتقد أنها الخاطية والمذنبة ليكتشف في ظهيرة يوم غير عادي أنه هو الخاطي والمذنب بل وصفه بالواطي لا تعبر عن حقيقته كما يستحق ..

تلكعت قبضته كثيرًا قبل أن يهم ويفتح مقبض الباب بعزيمة استحضر فيها بقايا قوته .. من اللحظات النادرة التي كان يشعر فيها بالخوف ..

لا يتذكر أنه منذ أن بلغ السابعة وأبدًا شعر بالخوف لكنه الآن يفعل ويتعرق ويعجز عن تكوين جملة مفيدة.. ولا يعلم من أين واتته القوة ليغلق الباب بالمفتاح من الداخل بعدما دخل عرين الأسد  ..

انقلب الحال وتحولت القطة الوديعة لأسد جائع يستعد لنشر مخالبه في كل جسده الذي اوهنته الصدمات فبات واهنًا يصلب نفسه بصعوبة ..

ومن مجرد رؤيته علمت .. " شكرًا ليال أوفيتِ بوعدك " ..

لقد رأه لا شك في ذلك ,, هيئته والحيرة البادية على وجهه دليلان على الصدمة  .. في حياتها لم تشاهده بهذا الضعف ..

نعم " رأه وشعر به "  وهذا هو وقتها لاستعادة شيرويت القديمة ..

لا للتصحيح .. الآن لم تعد فقط  شيرويت  القديمة العنيدة المتمردة   لكن بدون شعرها ومصدر انوثتها أصبحت ندًا له .. الند بالند .. هو حولها لذكر مثله.. " صنع يديك حبيبي " ..

أخيرًا يا معتصم تساوينا وبحركة جريئة مدت يدها لتنتزع غطاء رأسها .. وبالتأكيد عينيها على صواب هو يرتعش داخليًا وخارجيًا ولا يحاول حتى الاخفاء أو المواربة لقد رفع راية الاستسلام واضحة .. ومع أنها كانت رعشة بسيطة لكنها لمحتها بعينين خبريتين توقعتا رد فعله ذاك ..

مفاجأة زلزلت كيانه واقتلعته من أرضه لكن البقاء للأقوى .. في حربهما عادا لتحكيم شريعة الغاب وأصبح البقاء للأقوى والأكثر قدرة على الايلام .. فتقول بتحدي جبار ..

- لن اشفق عليك معتصم .. أنت لا تستحق الشفقة .. أنت فقط تجني ما زرعته بيدك ..

حتى في ضعفه قويًا ..

- لا اريد شفقتك شيرويت فقط احتاج للفهم ..

 - لا تستحق حتى هذا الوقت الذي سأضيعه في الشرح .. استخدم ذكائك لتفهم بنفسك ..

- شيرويت ارجوكِ ..

 - العظيم معتصم يتوسل .. لا اصدق هذا ..

كانت مشاعره على اشدها .. غضب حزن سخط ندم لهفة عدم تصديق انكار ثم شعور لا يمكن وصفه بالحب .. لقد اكتشف اليوم أنه لديه طفل ..

ومنك اكتفيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن