الخاتمة

371 17 0
                                    

ولكل بداية نهاية نختارها نحن .. فاحسن البدايات لِتحْسُن النهايات ..

أرض العشرة الاف بحيرة ..

مينيسوتا أرض البحيرات ...

 المنزل الذي استأجره دي ماري لأجلهما يقع على منطقة البحيرات مباشرة ويبعد فقط دقائق عن مايو كلينك حيث حجز معتصم لأسبوع كامل طبقوا فيه على جلده تقنية حديثة لإعادة بناء الأوعية الدموية التالفة ومنحوه فترة أربعة اسابيع  للتقييم قبل تحديد مدى عملية ترقيع الجلد ..

أكثر اصاباته كانت في الذراعين والصدر والرقبة لذلك كانت مساحة ظهره الكبيرة مزرعة غنية لأخذ الجلد منها واستخدامه في عملية الترقيع ..

- انظر معتصم لقد عاد شعري طويلًا ووصل لكتفاي ..

وكأن جملتها قلبت عليه المواجع واعطته اشارة البدء,, فأشاح بوجهه بعيدًا وهو يقول بأسى واضح  ..

- لم اندم يومًا في حياتي على شيء بقدر حلاقة شعركِ لكني كنت اغلي من الغيرة وأنا اظنك زوجة لسواي .. شيرويت لسنوات لم اتجرأ على قولها أو التفكير فيها لكن انتهى الأمر .. لو تعلمين كم يلزمني من مجهود لنطقها الآن لكنى لم اعد اصلح لكِ أو بالأحرى لم اكن اصلح لكِ منذ البداية أنت تستحقين شخصًا أفضل مني بكثير .. شيرويت أنتِ طااااالــــــــــــ

صرخت بغضب عارم وهي تقاطعه بصوت يصم الآذان ..

- توقف ,, اياك أن تتجرأ وتنطقها ..

كزت على اسنانها بغيظ كاد يحطمها وهى تكمل ..

- مجددًا معتصم,, مجددًا لم تتعلم من الماضي وتتخذ القرارات دون الرجوع إلي ,, حياتنا تخصني بنفس القدر وأنا لا اوكلك للتصرف في شئوني .. أنا بالغة بالقدر الكافي الذي يمكنني من اتخاذ القرار ,, لو كنت اريد الطلاق كنت سأطلبه  بنفسي ولن احتاجك لتقرر عني أو حتى كنت استمريت في اجراءات الطلاق عبر المحكمة ..  معتصم أنا اكتفيت من غبائك ..

- أنا اقرر الآن نيابة عنكِ لمصلحتكِ شيرويت .. ربما في الماضي كانت قراراتي كلها مدفوعة بالحب لكن كانت الغيرة تسيطر علي وتتحكم في لدرجة تفقدني عقلي ,, كنت اعشقك لدرجة تجعلني مجنونًا حقيقيًا واليوم ارتفعت مرتبة عشقي لكِ شيرويت وتجردت من الأنانية وحب الذات وبات حبي مجردًا من أي غرض حتى لمسك ,, حب لأجل الحب ,, انا لم اعد اصلح لكِ بأي حال ..

وتغرغرت عيناها بالدموع ..

- معتصم,, طوال عمري كنت أعانى من الضعف أمامك حتى ظننت انى ضعيفة بطبيعتي ولم تكن تعلم أن ضعفي كان بسببك أنت ولك فقط وحينما لم تفهم أنت هذا الضعف كان لزامًا علي مواجهتك لأريك قوتي الحقيقية ,, حينما كنت أحاربك كنت أحبك وحينما قبلت انتسابي لرجل آخر قبلت لإيلامك وانتظرت اللحظة التي سوف تعلم فيها لأري الألم في عينيك ليعادل القليل من الألم الذي كنت اعانيه وأنت معها في نفس الغرفة وعلى نفس الفراش واتخيلك تلمسها بنفس الشغف الذي كنت تلمسني به  لكن في الحقيقة ومهما حاولنا ايذاء بعضنا إلا أنا لا استطيع أن افعل في حياتي سوي حبك حتى لو كنت كومة عظام في مقطف كما يقولون ,, حبنا معتصم لا هو بيدي ولا بيدك بل هو قدر,, لسنوات كان وبالًا علينا لكن هل تعلم ..؟؟ انقضت السبع العجاف حقًا وربما يكون هذا هو عام الفرج ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 23 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ومنك اكتفيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن