صفقة الجبل
كانت تغلي من الغضب .. فشلت كل خططها في السيطرة والهيمنة على النجع .. لن تصبح زوجة الكبير أبدًا .. وها هو فالح ينصاع ويجمع أغراضه وسيرحل ..
فهتفت بغيظ وغل ..
- هل سنرحل للأسكندرية حقًا ..؟
توقف فالح عن جمع أوراقه ..
- الظروف خدمت اللعين بصورة لا تصدق .. كيف سأطالبه بعقاب زوجته في هذه الظروف وتبخرت مهلتي له .. كل ما سأفعله سأنتظر وارى ..
اكملت بخيبة امل ..
- صدقتك حينما اخبرتني أنك ستكون كبير النجع بدلًا من ابن الخادمة المتتكبر الصلف ذاك .. خدعتني وجعلتنى اترك القاهرة املًا في أن أصبح زوجة الكبير وفي النهاية لم انل سوى الخيبة ..
ابتسم في سخرية ليقول في تهكم ..
- من يسمعك يظن انني اخذتك من قصور الزمالك لا من حواري شبرا ..
نظرت إليه بغيظ ..
- فالح !! احذرك أنت تعلم أننى لا احب المزاح في هذه الأمور .. وعلى كل حال دعنا نعود للكارثة التي ستحل بنا .. استخدم الصور التي اعطيتك اياها لقد دفعت نظيرها مبالغ طائلة وأنا اظن انني اتخلص من سيدة منزل واحدة لأجد سيدةأاخرى في وجهي ..
- عليكِ بالصبر يا هدى .. ماذا سيقول الرجال علي حينما اظهر تلك الصور ..؟؟
أنا في وضع حرج منذ أن تحدثت عن شرف ابنة عمي في المجلس ولا استطيع القاء الصور في المجلس مرة اخرى هكذا بدون مقدمات .. اظهارها يحتاج لخطة مدروسة ..
وبابتسامة شيطانية القت على مسامعه خطتها الجهنيمة ..
- ربما لا حاجة بك للخوض في شرفها يكفي أن نلمح لتورطها مع علوان في اختفاء الطفل .. هذا أفضل من الحديث عن الشرف الذي قتل لغوًا في الماضي ولن يأتى بجديد ..
- ماذا ؟؟؟ لن يصدق أحدهم بالتأكيد تورطها في هكذا أمر ..
- لا يهم أن يصدقوا .. علي رأي المثل القائل .." العيار الذي لا يصيب يسبب الضوضاء " معتصم وخرج للجبل للبحث عن علوان وقد لا يعود وعلينا قتل اسطورته بالكامل وتدمير المتبقي من كيانه حال عودته .. اخرج الصور في المجلس وكأنك تمنحه طرف خيط ولا تدلي برأيك فقط اخرج الصور وكأن غرضك مساعدته ..
- ملعونة أنت يا هدى ..
- لا فقط أنا افكر واخطط ولست مثلك متخاذلة .. أنت تستحق لقب الشيخ وأنا استحق لقب زوجته ..
الصور التي وكلت فتحية الخادمة بتصويرها ستفلح فيما فشل فيه فالح .. ستسبب في هدم اساسات مملكته وتجعل السوس ينخر فيها .. حينما يفشل معتصم لمرتين في حكم منزله وزوجاته فكيف سيسمح له الرجال بحكم النجع ؟؟؟
أنت تقرأ
ومنك اكتفيت
Romansaإهداءً إلى أرواح تعرف نفسها.. فسلامًا على أرواح كلما تباعدت المسافات بينهم زادها البعاد اشتياقًا وعادت أشد لهفة للقاء .. ومنك اكتفيت