- نار تحت الرماد
" سجني بلا قضبان مرئية لكنه حالة عقلية‘ متسع المساحة على مرمى البصر لكنه في حجم زجاجة فعليًا "
حذرها بعنف من مغادرة الغرفة حتى يعود لكنه في الواقع لم يكن يحتاج ذلك .. أنا أم فقدت طفلها معتصم وسأفعل المستحيل لأكون بقربه‘ بالتأكيد هو خائف الآن ويبكي من الرعب ..
لا تعلم إلى أين ذهب وتركها لكنها كانت تتعشم أن يكون قد كذب بخصوص ارسال ريان لمصر وذهب لاحضاره ليحتجزه معها .. قضت ساعة من الجحيم وهى تبكي بمرارة وألم ..
اشتاقت لضم ولدها لحضنها وتنشق رائحته .. ساعات عدة مرت منذ آخر مرة ضمته فيها .. ربما يكون بخير للآن لكنها لا تعلم ما إذا كان جائعًا أو يشعر بالبرد أو بالعطش ..
أه يا حبيبي حفظك الله وردك لى بالسلامة .. الجو في شهر نوفمبر معتدل نوعًا ما في نيوزيلندا اذا ما نستهم العواصف لفترة .. الواقع أن تلك الجزيرة الجبلية المعزولة والتي تقع جنوب غرب المحيط الهادئ لا تمتلك سوى فصلين صيف وشتاء فقط ، وكما هو معروف فإن موقعها الجغرافي جنوب الكرة الأرضية يجعل المناخ الذي تتميز به عكس الشمال وشهر نوفمبر من المفترض أن يكون نهاية فصل الشتاء أو بالأحري فصل الربيع اذا جاز التعبير لكن الجو يكون باردًا نسبيًا وممتليء بالرياح والزعابيب .. وربما تكون قد نست الجو في مصر في مثل هذا الوقت من العام لكنه لن يكون بسوء الجو هنا وتتعشم أن يتأقلم ريان عليه ..
سجنها بلا قضبان‘ وفي الواقع هو غرفة في أفخم فنادق العالم لكنه كان يخنقها وكأنه يضغط على صدرها لكن لتكون صادقة مع نفسها عثرتها الآن هى السبب فيها وعليها تحمل نتائج أفعالها كاملة ..
لو فقط تتواصل مع أكرم تطلب رأيه ؟؟!!
لكنها كما توقعت منذ أن قررت مواجهته‘ جردها معتصم من هاتفها النقال وتأكد من عدم وجود أي وسيلة معها للتواصل مع العالم الخارجى ورحل للمجهول ..
قرارها بمغادرة المنزل وحيدة لم يعترض عليه أكرم لأنه استوعب ما يحدث وربما فضل عدم التدخل كي لا يزيد الأمر سوءً .. في النهاية وعلي الرغم من أنه بعمر والدها أو يزيد إلا أن معتصم يراه غريمه وبالتأكيد له دور على لائحته كما أخبرها .. الوضع المتأزم هى صنعته لكن لحسرتها ريان وأكرم ووالدتها سيدفعون الثمن معها وسيجتاحهم معتصم في طريقه .. حظهم العثر جعلهم يرتبطون بها ويكفي هذا بالنسبة إليه ليعاقبهم وبقسوة ..
صدى خطواته التى تقترب الهبت حواسها .. هل أحضر ريان معه ..؟؟ هل شاهده وأدرك أنه نسخته الصغيرة ؟؟
حالة رهيبة من الترقب كادت تقضى عليها وانتهت بخيبة أمل لا وصف لها حينما عاد لا يحمل سوى علبة كرتونية صغيرة في يده ..
هتفت بإحباط رهيب ..
- أين ريان ؟؟
أجابها بقسوة ..- اخبرتك من قبل ألا تفهمين يا امرأة ..؟؟ اللقيط الآن في الطائرة التي تحمله في طريقها للقاهرة ومنها للنجع ..
أنت تقرأ
ومنك اكتفيت
Romanceإهداءً إلى أرواح تعرف نفسها.. فسلامًا على أرواح كلما تباعدت المسافات بينهم زادها البعاد اشتياقًا وعادت أشد لهفة للقاء .. ومنك اكتفيت