فوق التراب تراب
كانت في أقصى درجات توترها .. لا توتر يفوق ما تشعر به حاليًا .. التعذيب في أنقى صوره حينما تكون قضيتها في نهاية الرول .. الأخيرة بمعنى آخر بعدما يكون القاضي قد تشبع من المشاكل ومن الكلام ولم يعد يستطيع السماع وتكون هي انتفخت من التوتر وباتت على وشك الانفجار ومن حسن حظها أن المحامي تمكن من توفير غرفة صغيرة تختبئ فيها بعيدًا عن عيون عامر المجنون الذي بالتأكيد ردة فعله لم تكن لتكون متوقعة وتشبعت من حضن والدتها الذي افتقدته ..
زواجها كان محنة خرجت منها محطمة وعودة حسام لحياتها تربكها وتجعلها أضعف ..
- لقد نادى الحاجب على قضيتنا سيدتي ..
نهضت وركبتيها تصطدم ببعضيهما من الرعب,, بعد شهور ستواجه عامر الذي اختمر الغضب بداخله ليصبح بحجم مرعب ..
العودة للقاهرة تعني الكشف عن مكانها ووضعها تحت رحمة عامر الذي ربما يكسب القضية ويحتجزها وكان ندمها مضاعفًا بقدر غيظها لامتثال حسام لطلبها العقلاني وعدم الحضور ..
شعورها بالأمان في حضوره يجعلها تشعر بالغيظ فلماذا تشعر بالأمان مع من سبق بالغدر .. ذكرى ساقطته مازالت حية وهي تلحق به وتنظر لها بتشفي .. أن يخونها مع أخرى كانت صدمة كادت تقتلها من الغيرة ومن القهر ومن القرف ..
لذلك بالفعل لماذا الآن تشعر بحاجتها لأمانه الكاذب وعللت لنفسها أن ذلك الشعور نبع من منطلق رغبتها في استغلاله لا عودتها لحبه لكنها كانت تعلم أنها تكذب فهي من الاساس لم تتوقف عن حبه ..
وهوى قلبها بين قدميها من الرعب لرؤيته .. كان ينظر لها بطريقة لم ينظر لها بها من قبل .. كان اشعث الشعر طويل الذقن وكأنه لم ينظر لنفسه في المرآة منذ شهور ويضم قبضتيه بتحفز ويتمسك به محاميه بقوة من ذراعه وكأنه يمنعه من مهاجمتها ..
ثم أصبحت الأحداث وكأنها لا تعنيها وكلمات القاضي كانت كالطلاسم واسئلته لا تعلم حتى بماذا اجابتها وكل تفكيرها ينحصر في ايجاد طريقة للفرار فمهما حكم به القاضي سيكون وبالًا عليها ..
لا لن تعود لمعتقله بعدما استنشقت الهواء .. لن تعود لتحمل تعذيبه وساديته ورغباته المريضة ..
شك وغيرة لدرجة الجنون بل هو الجنون بعينه ذلك الذي جعله يحتجزها في المنزل لسنوات لم ترى فيهم الشارع ..
عنف يحطم عظامها ويترك ندوبه على كل جسدها .. وعلاقات زوجية مرضية مقززة كلها كانت تتم بالاغتصاب والضرب المبرح ..
ساعدني يا الله ..
ثم فجأة ساد الصمت وتحولت القاعة للهدوء التام فحاولت التركيز لمعرفة السبب ومع نطق القاضي لكلماته القاضية تجاوزت عن سبب صمتهم وانتبهت إليه بكل كيانها كان يقول بصوت حاسم ..
أنت تقرأ
ومنك اكتفيت
Roman d'amourإهداءً إلى أرواح تعرف نفسها.. فسلامًا على أرواح كلما تباعدت المسافات بينهم زادها البعاد اشتياقًا وعادت أشد لهفة للقاء .. ومنك اكتفيت