الرابع والعشرون

177 9 0
                                    

حب حتى الثمالة .. كراهية حتى النخاع

أحيانًا يكتشف الانسان أن كل العناء الذي تكبده والعذاب الذي وضع نفسه فيه لأجل انقاذ وضع معين لم يكن له  داعي من الأساس ..

تحمل وصمه بالعار وكراهيتها لأجل انقاذها وفي النهاية كان هو السبب في قتلها لا فقط في اغتصابها .. هو السبب فيما تعانيه الآن وسبب له ذلك الشعور بعجز هائل يخنقه ..

منذ أن قدم من منزل عائلتها وهو يبحث عنها لكنه لم يكن يتخيل أن يجدها تخنق وعلى يد  خنزير قيده هو بنفسه في حظيرته ..

كان يؤنب نفسه  لدرجة كادت تفقده عقله وكان يعلم أنه تأخر وسيفقدها ..

وجهها الذي تحول للأزرق يجفف الدماء في عروقه لكنها منذ لحظات فقط اسغاثت به وهتفت " راضي " بصوت يقطر ارتياعًا علم منه مكانها وعلم منه أنها في ورطة .. دائما تزجين بنفسك في المشاكل حبيبتي  ليتني اضعكِ بداخل قلبي واغلقه عليكِ لاحميك من كل سوء..

ودخوله القوي شتت انتباه المهاجم للحظات فخفف ضغط الجنزيروتلك اللحظات  مكنتها من ملأ رئتيها بالهواء ثم عندما اعاد تقيم الوضع وجد أن قتلها سيضعه تحت رحمة راضي " يا روح ما بعدك روح ".. وتذكر,, في المرة السابقة كان يحمل سلاحًا ناريًا هدده به وربما يحمله الآن فدفعها بكل قوته لترتطم بالحائط كدمية صغيرة ووجه كل قوته لراضي الذي اصبح  أمامه ..

ومن بين دورانها والمها الشديد شاهدت راضي يهجم عليه فاصابها الرعب وحاولت الصراخ ليسمعها رجاله ويهرعون لمساعدته لكن صوتها ما زال محبوسا في حلقها وكأنها أصيبت بخرس دائم وبدأت في الارتعاد بقوة وهى تسمع راضي يقول ..

 - اعطتينى الفرصة لقتلك بيدي العارتين  .. اريد فعلها منذ اللحظة التي تهجمت عليها فيها واغتصبتها ..

القوة الهائلة التي كان يضربه  بها جعلت الرجل يصيح بارتياع ..

- اخبرتك من قبل .. لم اغتصبها اقسم لك .. فقط كنت قد افقدتها الوعي قبل ظهورك بلحظات .. وأنت بسبع أرواح تظهر لي من كل مكان ليتني قتلتك ذلك اليوم في الجبل ..

وتأوهت بألم من هول ما سمعت .. انكشفت الحقيقة كلها أمامها الآن واعتقد راضي أنها تتأوه من الألم وأنها في خطر فترك الرجل ليهرع إليها فاستغل الرجل تراخي قبضته وبدأ في لف الجنزير علي رقبة راضي من الخلف ..

                                          **

صوت الغل كان مسموعًا .. كلاهما كان يغلي من الغيظ لتقول هدى بكل غل ..   - فعلها معتصم مجددًا ..

اخرسها فالح بغضب ..

- اصمتي هدى أنا لا اتحمل المزيد ..

-  لا استطيع الصمت .. أكاد اموت غيظًا .. انتصر عليك مجددًا .. ولن تصبح الشيخ مطلقًا ..

ومنك اكتفيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن