. إحَتِـراقُ القَلـبْ .

177 28 55
                                    



فـي صَبـاح اليوم التالي ..

طلت خطوط الشمـس خلف السلاسل الجبليـه تضيئ عتمه الليل البـارده لاصوات الريـاح تصدر حفيفً من بين اغصان اشجار اللوز ، فـفي زاويه السمـاء انفجرت غيومً كالجبال بلونها الرمادي الداكـن وهوائها الرطب حيث تشتم من بعيد عبير المطر المسالم للروح ..

شارف أكتوبـر على نهايتهُ وبدأت اجواء الشتاء تدخل في ذروتهـا ، تسير بثيابهـا الصوفيه وذلك الوشاح الاصفر يعانق كتفيهـا ممسكهً كوبً يتدفق منه الدخان ويصدع رائحه القهوه الي انفها المحمر بخفه ، وهي تسير في الباحه الخلفيـه من القصر ..

السـاعه تدق السابعه صباحً وافراد عائله لافوبوس بنومً عميـق ، فمنذ ان قبلت هي ان تصبح منهم لم ترف جفونها طلبً للنوم قلقً يصحبهُ توتر ، ربما اكثر شعور يخنقها هو انها تشعر وكانما هي دخيله هنا ، قطعهً زائده لاملزوم منها ، حتى انه لن يرغب احدهم في أحتساء كوب قهوهً معها لكن لابأس معها ان كان الوحده بقصرً كهذا ..

سمعت صوتً غريبً يدوى عبر كوخً صغير مختبئً بين الاشجـار كانما صوت ضربات على شيئً صلب لهذا يصدع الصدى عبر الارجاء الهادئه ، فركت ارنبه انفها المتجمده لتسير بخطواتً خلف ذلك الكوخ من الجهه الاخرى فأمالت رأسها حينما لمحت ذلك ..

رجُلاً قد قابلته مساء البارحه فهو كان على طاوله المائده المزعجه تلك ، اذا هو عضو منهم لكنها لا تعرفه ولم تحادثه ، لم تصدر ازعاجً فهو يقف بطولهُ الفارع يمسك فأسً إصفر طرفهُ ويقطع الخطب بكل سلاسه وقوه ، لم يكن يبدو هذا صعبً على ملامحهُ المسترخيه التي تمتزج بين العرق الاسيوي الممزوج مع الكندي في لون عينيـهُ الخضراء الداكنه ..

واقفً بلا قميص يسترهُ تاركً العرق يجف مدربً لعضلاتهُ البارزه متحاشيً خصلهً طويله للغايه هربت من الكعكه التي يرفع بها باقي خصلاتهُ السوداء ، تستمع لصوت لهاثهُ المتعب فذلك الحطب يتكدس بجانبهُ كالتله المرتفعه ..

لمحتهُ يتوقف فجأه حينما شاهد وقوفها وهي تراقب عملهُ ، طرف بأهدابهُ ببطئ ثم رفع ظهرهُ يعدل من وقفتهُ وهو يطيل النظر بها ..

" انعطفي يمينً ستجدين طريقً ذو حجارهً بيضاء سيوصلكِ للقصر .."
همس بصوتً هادئً تحت لهاثهُ السريع ، قطبت حاجبيها وهي تلتفت للخلف يمينً ثم رفعت كتفيها ..
" ماذا تقصد انا لستُ ضائعه كنت اتجول فقط لانني اختنق بذلك المكان الواسع الذي يضيقهُ تعاليم تلك السيده ماتيلدا حُبً بالله ما تقديسكم لهذه القوانين التافهه .."

جلست دون ان تكترث عن عتبه الكوخ تضع يدها على وجنتها محدقهً به يبدو وكانما هو مشتت لا يعلم مايقوله فقط يمسح ملامحه بمنشفاه وهو يترك الفأس فوق ساق الشجره المقطوع ..

لافُـوبـوسْ / أسّيـادُ المَـوتْ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن