. بِـدَايّـةُ الفَـوضّىْ .

188 48 198
                                    



...

ريـاحً تمر عبـر السمـاء المظلمه تحت قَمر بازغً بوضوح يضيئ ماحولهُ من عَتمـه ، سكون الليـل والرعب المكسح بين طياتهُ الهادئـه كبروده الجـو القارسـه ترى بضع سُحيبات بيضـاء تمر عبر النجـوم الامـعه ..

تحت مطـار كالفورنيـا هبطت طائرهً خـاصه على مدرجات أرض الوطن ، ورائحـه الحنين تنبعث الي قلبهـا فور ان وضعت خطواتهـا خارج الطائـره تسير بخفه وهي تشعر بريـاحً تلاعب خُصلاتهـا وكانما الوطن يعطيهـا عِناقً لعودتهـا ..

حتى مع شعور الحزن المنبعث من خالجها انها فقدت كل شيئ هنا عملهـا ، حُلمهـا ، والدها ، خطيبها ..

فهي مهما فعلت لايمكنها ان تتخطى الماضي الذي شكل تسعون بالمئه من حياتهـا ، تعلم انها لازالت عالقه كيف يمكنها ان تتخطئ شيئا كهذا ، خصوصً ان كل انسان لازال عالقً في مكانً ما ، في زمنً او ربمـا ذكرى ، انها طبيعه البشـر يجدون صعوبه بالتخطي ..

فُتح لها من قِبل حارسً بـاب السيـاره منحنى الجذع العلوي لها طرفت بأهدابهـا حينما لمحت سيلڤيوس وهو يرفع يدهُ للسائق الذي رمى له مفاتيح السيـاره ليلتقطهـا اذا هو يرغب بالقياده ..

جلست في الخلف بينما اغلق الباب سريعً تنهدت بعمق شديد وهي تنزل نافذه لعل الرياح تهدئ مابداخلها من هموم ، رفعت بصرها للمرآه في سقف السياره حينما هدر لها سيلڤيوس وهو ينظر اليها من المرآه ..

" ماري ضعي حِزام الامـان ، وبخصوص زياره المقبره يمكنك اختيار الوقت ان اردتي يمكننـا ان نذهب صبـاح الغـ.."

قاطعتهُ بنبره فاتره ..
" لنذهب الان حالاً ، لااعتقد يمكنني التحمل اكثر .."

لمحت اهدابهُ وهو يطرف بها بهدوء تحت نفسً طويلاً خرج منـه فدحرجت عينيها لدييغو الجالس بجانب السائق ..

" لكن الوقت متأخر للغايه من الافضل الذهاب غداً صباحً ، لذا لنرتاح حالياً ثم بعد ذلك نفعل هذا لاشيئ لنتعجل به ماريلا !.."

تنفست بضيق وهي تدحرج عينيها للنافذه محدقه بالظلام البعيد لماذا منذ ان هبطت لكالفورنيـا تشعر بالاختناق ، تشعر انها كُرهً ستنفجر بأي لحظه ..

" لكننـي اشتاق اليـه .."
همست لذاتها اكثر لكن صوتها كان اعلى من الهمس ، لكنها لايمكنها ان تسيطر على ذاتها خصوصً في العاده بهذه الاوقات أطلس هو الوحيد الذي يُهدئها الان هو غير موجود وهذا يقتلهـا ..

رفعت بصرهـا للمرآه فقطبت حاجبيها حينما لمحت سيلڤيوس لم يحرك السيـاره بل هو يتكئ على ظهر المقعد وعيناهُ تسرح بملامحها بهدوء ، كانمـا طيات الحزن بين حدقتيهُ الفاتره تلك ..

لافُـوبـوسْ / أسّيـادُ المَـوتْ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن