بعـد مُرور ستـه اعوام
السابع والعشرون من شهـر أكتوبر ..بـين لفحات النسيـم البارد وهـواء الصبـاح القارس ، ترنحت أوراق الشُجـر المتساقطـه على الرصيف المُبلل وتخطو الاقدام عليهـا لتتفتت وتصبح جزءً من الرياح الحامِلـه لها..
تعالت اصوات الضجيـج بين صرخات صاخبـه ونحيب عالي ، فرقت اهدابهـا ببطئً شديد وكانمـا هي تُعد دقائقً حتى تُفرق من بين عينيهـا ، حينمـا فعلت اخذت تتأمل السقـف المُظلـم وتحدق مُطولاً بجميـع التشققات التي تشعركَ بقسوه هذه الحُجره المُهتره ..
شاهدت بعضً من العنـاكب الصغيره تتجول بطرف السقف صانعهً بيتً وهن ، بينمـا في تلك النافذه التي تبدو عاليـهً وصغيرهً للغايه فقط لدخول بعضً من الاكسُجين للرئتين فشاهدت بعضً من العصـافير التي تختبئ من قطرات الهتـان خارجً ..
فالخـريف يحمـل حقائبـهُ للرحيـل ..
اخذت تلتفت للصوت الذي يضرب الحدائد بقوه فهـي لم تنتفض بل اعتادت على حياه الزنزانـه ، نهضت بخفه تحدق بالحارسه التي تتلفض بأسلوبً اكثر من سيئ وكلمات تلوث أذنيهـا ..
لم تكترث لها كما الحال مع الجُرذ الذي اسرع لمخبئهُ حينما خُطت اقدامهـا العاريه على الرخام الاسود الذي ارتجف جسدها ببرودهً لهذا ، كانت تشاهد الحارسه التي تفتـح القفل بالمُفتاح بينمـا تنبس بالكثيـر من الكلمـات ، ولكن تلك فضلت الصمت على الحديث معها حالياً فهي لاطاقه لها بالكلام خصوصً بعد ذلك الكابوس الذي شاهدته بمنامهـا ..
تسير خلفهـا ببطئ وهي تحدق بتفاصيـل سجن النساء ، بالرغم انه ليس مكانً لها هي لم تفعل شيئ للدخول به ، لكن هناك من ظلمهـا ومن وضع مكيدهً لها ، كان كل ذلك هينً الا ان تضيع سنوات دراستها هباءً منثورا ، لن تقبل بها اي مشفى حتى لو انتهت مده عقابها ..
عشر سنوات ، ذهبت سته وتبقت اربع سنين لها ..
رفعت مقلتيها الفاتحه حيث كانت تمتلئ بخطوطً سوداء اسفل عينيها الناعسه فهي لم تعد تذوق النوم على ذلك السرير الحديدي الذي يكسرر فقرات ظهرها ، بنيتهـا اصبحت اضعف فقد خسرت مايقارب الخمس كيلو منذ دخولها السجن ..
لكن كل هذه السلبيات الا انها شعرت اخيراً فهمت ماتريد فعله ، لديها ذلك الانتقام ولذقه قضم جلودهم سيكون ممتعً بالنسبه اليهـا ، لايهم ان سُلبت وظيفه احلامها ، لايهم كل الاشخاص اللذين تخلوا عنهـا ، ستنتقم منهم واحدً وراء الاخر ، كلاً منهم سيذوق مراره مافعلوه بهـا ، هم اختـاروا مقتلهم بالفعل حينما عبثوا مع الشخص الخطـأ ..
أنت تقرأ
لافُـوبـوسْ / أسّيـادُ المَـوتْ ..
Action. الالفْ من الاخَطـاء تتَفاقـم كالدِمـاء التي تنّسابُ عَبر لسـانكَ الدامِـي ، كالخِنجـر الذي طُعن بـه قلبـكَ المُمزق ، كأبتـِلاع الذنـب مِثل السُـم وانَتظـار النهايـه البائِسـه .. ليلـهً من الأثَـام ، الخطِيئـه ، المَـوت .. مَن يُمكنـه النجـاهُ من ه...