الفصل الثامن عشر

1.4K 39 29
                                    


لا تنسوا الڤوت قبل القراءة⭐❤️

بعد مرور أربعة أشهر :

كانت عشق تجلس مع والدتها على المنضدة التى فى الحديقة يتبادلان أحاديث مختلفة بعدما استقرت والدتها معها فى القصر وأصبحت تعيش معها.

عشق بتساؤل وتردد: ماما ممكن اسألك سؤال مهم وحقيقى نفسى أعرف إجابته بصدق.

زينب بفضول : انتى زعلانة على سالم ؟ يعنى قصدى زعلانة على موته ولا لا.

زينب بتجهم ودون تردد : لا.

عشق وهى تتنهد : الإجابة اللى متوقعاها.

زينب : علشان لو قولتلك اه ابقى كدابة ، اصل صعب يا بنتى ازعل على موت واحد كل اللى عمله ليا أنه كان بيأذينى وبس ، صعب أن الكره والأذى يتقابل بمحبة ومسامحة ، الحب بيكون ردة فعل للحب يعنى لو اللى قدامنا بيحبنا ومبيقدملناش غير كل خير ، فجأة بشكل تلقائي هنحبه ، لكن لو كان بيأذينا ويضرنا يبقى قوليلى هنحبه ازاى .

وأردفت زينب قائلة وهى تتنهد : وحتى لو سامحت فى حق نفسى مستحيل أسامح فى حقك ، صعب أنسى كل إلى عمله فيكى ، انا حتى مش مسامحة نفسى أنا كمان.

عشق وهى تنظر بتفحص لامها ولتعبيرات وجهها : ليه صعب تسامحى نفسك ، انتى مغلطيش فى حقى فى أى حاجة.

زينب بصوت مبحوح والدموع تملىء عينيها : لا عملت ، واللى عملته انى سكت على أذاه ليكى ، احيانا يا بنتى السكوت عن الحق بيكون جريمة وذنب زى المذنب بالظبط.

عشق وقد تأثرت كثيرا بسبب حديث والدتها : بس انتى مكنتيش عندك اى حل ، كنتى قليلة الحيلة ، وانا واثقة مليون فى المية لو كان قدامك حل لمشاكلنا ، كنتى مترددتيش ثانية واحدة انك تعمليه حتى لو غامرتى بنفسك.

زينب وعلامات الحزن تكسو وجهها : صح يا بنتى كنت قليلة الحيلة ، علشان كدة بطلب منك دلوقتى انك تسامحينى ، ارجوكى سامحينى يا عشق ، انا ضميرى بيعذبنى كل يوم كل ما افتكر الوحش دة كان بيعذبك ازاى .

عشق وهى تمسك بيدى والدتها وتقبلها وتضعها على خدها وتستند عليها برقة برأسها ،وقد نزلت دمعة من عيونها : مسامحاكى يا ماما ، مسامحاكى.

وأردفت عشق قائلة : لكن هو عمرى ما هسامحه أبدا ، حتى انا كمان لما مات مزعلتش عليه لانه زى ما انتى قولتى عمره ما الأذى بيتقابل بمحبة ابدا.

وأكملت عشق : تعرفى ان طول عمرى كنت بحس نفسى يتيمة الأب ، لما كنت بشوف اصحابى مع أبهاتهم وقد ايه ابهاتهم بتحبهم وتحضنهم ويقولوا ليهم قد ايه هما بيحبوهم وقد ايه كنت بشوفهم حنينين عليهم ، كنت وقتها بحس باليتم وانى مليش أب .

تنهدت عشق بحرقة وقالت : الراجل دة عمره ما حضنى ولو حتى مرة واحدة ، عمره ابدا ما قالى أنه بيحبنى ، طب تعرفى عنه ما حضنى ولا قالى بحبك ، كان كفاية بس عليا أنه ميأذنيش ، أنه ميضربنيش ولا يهينى، تعرفى كمان أنه عمرى ما قولت كلمة بابا بس غير قدامه علشان كنت ببقى خايفة منه ، لكن معاكى ومع اى حد كنت بقول سالم ، كلمة بابا كلمة تقيلة اوى على قلبى مبقدرش انطقها ولا بقدر أحسها.

أنتِ العشق ( للكاتبة سارة إياد )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن