21

1.1K 81 16
                                    

"القاعدة الأولى و الأخيرة لدى أي محقق، لا تُدخل العواطف إلى إستنتاجك، فقد تقضي على نفسك"
-جيمس هوبر
______________________________________

في أواخر الشهر الخامس من السنة، تكون الأجواء في ملتقى الحضارات الغربية و الشرقية مختلطة، إذا ربما يكون الجو حار و لا غيمة واحدة في السماء تنذر بسقوط الأمطار، لكن الطبيعة تخدع أيضا و تلقى بمياهها الحمضية على ساكنة سكان إيطاليا دون سابق إنذار.

هذا ما حدث و هم جالسين على إحدى الكراسي في المطعم العائلي، السقف يغطي الطاولات حيث يجلس الناس، أما الأطفال فقد كانوا يلعبون في الهواء الطلق.

دلف الأطفال بسرعة معهم إليو ليتأفف بسخط على تغير الجو المفاجأ

"لا أحب تغير الأجواء المفاجأ، يجعلني أحتاط من أي شيء أو شخص"

غضِب نيكولاس على مقاطعة لحظاته الثمينة من قبل الرّب الذي أنزل سيول المطر، و لعودة إليو السريعة التي حرمته من قضاء وقتٍ أكبر مع أنجلينا.

نهضت أنجلينا فجأة و خديها يحترقان لشدة سخونتهما، حمدت إلهها على هذه المقاطعة التي جاءت في وقتها، لأنها و من الواضح أنها كانت تعاني من خضراويتاه التي ترمقانها و كأنها أثمن شيء في العالم. عضت شفتها السفلية عندما تذكرت عبارته قُبيل دخول الأطفال إلى المطعم، وعدت نفسها أنها ستتشجع و لكن أمامه تتغيّر حسب الوضع الذي هم فيه. زفرت بعمقٍ لتنظر إلى الآخريْن الذان إنتظاراها لتتكلم، حتى نبست بنبرة هادئة متوترة

"هيا لنرحل"

تجمدت تقاسيم وجه نيكولاس و لم ينبس بشيءٍ غير وقوفه من مكانه و توجهه لدفع الحساب، بينما تقدم منها إليو ليسألها بهمس

"ما خطبكِ؟ هل فعل لكِ شيئاً؟"

توسعت عيون أنجلينا الزرقاء لتلوح في الهواء بيديها تنفي ما نبس به إليو

"ماذا؟ لا لا لا، أبداً!"

نظر إليها بشك بينما إبتسمت هي، لتتبع نيكولاس إلى الخارج، وقف و إستدار ليواجه أنجلينا و إليو، فتح مظلة قد أخرجها من جيبه ثم سحب أنجلينا إليه بدون سابق إنذار من خصرها و ألصقها إليه، تخالطت أنفاسهما بينما وضعت يديها على صدره كحركة لا إرادية.

جرها معه إلى السيارة يسترهما بالمظلة تاركين إليو ورائهم، سرحت عيون أنجلينا في نيكولاس و لم تسمع الطفل الذي تركوه خلفاً يصرخ بعدما شهق بصدمة

"ماذا؟ أتمزحون معي؟ ماذا عني أنا؟"

إبتسم نيكولاس و مرّر لسانه على أسنانه في تلاعب قبل أن يجيبه

Dear Angelina|عزيزتي أنجليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن