22

1K 84 85
                                    

-حياتي كلها وردية، ما عداه هو الأسود الوحيد فيها، لكنني أحبّ ذلك" -أنجلينا فاي لانكستر
______________________________________

كانت الساعة متتصف الليل، تناولوا العشاء بالفعل
و إنطفأت أضواء القصر بأكمله.
يتنفس بعمق و بطئ، مستقراً في نومه منكمشاً كونها عادته منذ كان وحده دائماً. عانقته أنجلينا و كان سعيداً جداً، لم يعامله أحد أو يشعره كفرد من العائلة غيرها و كيران و أباهما، تعتبر أنجلينا الأمّ الروحية له لأنه لم يتلقى ذلك النوع من الحنان من عند والدته الحقيقة.

نهضت أنجلينا من سريرها تاركة إليو نائماً براحة، في أول يومٍ له قد تعِبَ بالفعل من هذا النهار الطويل.
خصوصاً النشاطات التي قاما بها عند عودتهما من المطعم.

كانت أنجلينا ترتدي فستاناً وردياً باهتاً بدون أكمام، فقط حمالات تثبته من كتفيها، أسدلت شعرها كونها تؤمن أنها الطريقة الصحية للنوم به بإرتياح.
إرتدت أحذيتها المنزلية و حملت ذلك النسيج الحريري الذي تضعه على كتفيها لحمايتها من برودة الليل المعتادة.

خرجت و قد كان الظلام دامساً في الأرجاء كنوعٍ من الغموض حول المكان. أشعلت مصباح هاتفها الفاخر
و تمشت لبضع خطوات قبل أن تصِل إلى مكتبتها المريحة. لم تشعل الأضواء بل أغلقت الباب لتتجه إلى ركنها الخاص و تشعل الضوء الصغير على جانب الأريكة تحت النافذة الكبيرة.

حملت كتابها الرومانسي و صارت تقرأه بشغف و هي تبتسم لشخصية البطل الحارس الشخصي ذو العضلات و الملامح الوسيمة يغازل البطلة و يغار عليها. ضحكت بخفة و هي تقرأ، تضم ساقيها إليها في راحة و هي تمرّر الحروف لتكون كلمات فورية تستوعبها بسرعة لحماسها للقصة.

لم تلحق لتستمتع أكثر حتى قفزت من مكانها عندما لاحظت إختفاء ضوء القمر فجأة الذي غطاه جسدٌ قوي لم تدرك وجوده ثم رفعت رأسها لتلمح عيونها الزرقاء اللامعة ملامحه المألوفة التي جعلت من فراشات معدتها تتطاير أكثر و أكثر من السابق عندما كانت تقرأ الرواية.

نهضت من مكانها و تقدمت لا شعورياً لتفتح باب النافذة، ليدخل هو بكامل جسمه العضلي و يقف أمامها في شموخ.

في نظر نيكولاس كانت مغرية، فاتنة، جميلة و أنيقة حتى في نومها، لكن أكثر شيء يحبه فيها من الشكل الخارجي هو عيناها السماوية الواسعة، تجعله غارقاً في هوسه بها أكثر فأكثر، يدرك تماما أنها نقطة ضعفه و هاويته، و يريدها كلها له فقط.
نظرت إليه أنجلينا بتفاجأ، رغم أن جزءً منها توقع حصول شيء كهذا، ظلت ترمق عيونه الخضراء التي سادت عندما لاحظ لباسها الشبه العاري. سحب تلك القطعة النسيجية التي تساقطت بإهمال عن إحدى كتفيها، سترها بها بكلتا يده ليغطي بشرتها عنه،
نبس ببحة رجولية هادئة زعزعت أوصالها الداخلية

Dear Angelina|عزيزتي أنجليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن