كان يجلس بالمقاعد الأولى بالاستاد ، يشاهد مباراة لفريقه المفضل ، وهاهو لاعبه المفضل يقترب من احراز هدفاً رائعاً ، هيا هيا ، انني انتظر ذلك الهدف ، ولكن هناك مايعكر حماسه ، انها طرقات متتالية ، نظر بجواره ليرى من يقوم بإصدار هذا الصوت ولكنه لم يجد أحدا بجواره ، هل هو وحده هنا؟! حسنا لايهم يجب أن يرى ذلك الهدف الذي ينتظره ، ولكن صوت تلك الطرقات ارتفع أكثر ، لمَ الآن ؟! لمَ لم ينتظر هذا الصوت قليلاً ، حاول عدم الاصغاء لذلك الصوت والتركيز فقط مع هذا اللاعب الذي ينظر إليه منتظراً حتى ينتبه إليه كي يحرز هدفه ! هذا لايبدو طبيعياً البته ، ياالهي صوت الطرقات يزداد مالذي يجري ؟! أغمض عينيه كي يختفي هذا الصوت وعندما فتحها وجد نفسه بغرفته ينام بسريره وأمامه شاشته التي تحتل نصف مساحة الجدار والتي كانت تبث مباراة قديمة كان قد حضرها من قبل ، لقد نسي اغلاقها قبل نومه كعادته ، نظر من حوله فاستوعب الأمر ، لقد كان يحلم ، ولكنه كان حلماً جميلاً لولا هذه الطرقات التي ضايقته ، عادت تلك الطرقات بقوة أكبر مع صوت يعرفه جيداً ، بل يحفظه عن ظهر قلب ، فتلك الجملة التي يسمعها كل صباح تتكرر باستمرار أثناء طرقها للباب بعنف مرات وبضعف وقلة حيلة مرات أخرى ، زاد طرقها للباب أثناء جلوسه على سريره لكي يستفيق ولكنه لم يجيبها كعادته ، حسنا هاهي الجملة قد نطقتها ( نديم ياحيوان الكوالا ، ياحيوان الكسلان ، قوم أنا تعبت أنا جعانه حسبي الله عليك ،أبوك زمانه جاي و أمك مش راضية تأكلني الا لما انت تنزل ، يامجتمع ذكوري منكم لله ) ابتسم أثناء اتجاهه إلى المرحاض الملحق بغرفته وهو يسمعها تردف قائلة : ليه يارب ماخلتنيش أنا الولد وهو البنت مش كنا ف بطن واحدة ، كان زماني دلوقتي أنا اللي نايمة وكلهم مستنيني عشان أقوم ، حسبي الله عليك كمان مرة يانديم ، رد عليا أنا سامعة صوتك بتتحرك جوا .
أيضاً لم يجبها كعادته ، انه يستمتع بإغاظتها ، انها نادين توأمه ، ولكنهما ليسا متشابهان تماما فهناك بعض الاختلافات بشكليهما وبنيتهما ، فهو ذو بشرة برونزية تشبه ساكني البرازيل وأعين زرقاء تحوطهما رموش كثيفة وتعلوهما حواجب كثيفة أيضاً ، كما أن شعره بني لامع ، وبنيته الجسدية أيضاً مختلفة عنها فهو طويل بعض الشيء ذو أكتاف عريضة وجسد رجولي متناسق بشدة ، انه يشبه والده كثيراً ، ولكن لون عينيه قد ورثه من والدته .
أما نادين فكانت ذات بشرة بيضاء وأعين بلون القهوة الداكنة مسحوبة كأعين القطط وتحوطهما أيضاً رموش كثيفة ، أنفها صغير وفمها كذلك ووجهها دائري ، وشعرها أسود فحمي يصل الى أسفل عنقها لأنها تقوم بقصه دائماً ، مايميزها تلك الغمازة التي كلما ابتسمت حفرت خدها ، تشارك أخاها بالطول ولكن ليس كطوله بالطبع ، وجسدها أيضا متناسق ، هي تشبه والدتها لكنها لم ترث منها لون العينين ، أيضاً أختها الكبيرة تشبهها كثيراً .
أنت تقرأ
روزالين
Romanceفتاة تعرضت لحادثة ما بأمريكا التي كانت تقطن بها منذ كانت طفلة صغيرة ولعدم مقدرتها على تخطي ماحدث لها قررت العودة الى مصر موطنها الأصلي الذي هجرته منذ كانت بعمر الثالثة ، ولكنها عندما عادت تفاجأت بالجار الملاصق لشرفتها ، ترى ماذا حدث لها وهل ستستطيع...