الفصل الأربعون

29 4 1
                                    

قام كريم بحملها إلى سيارته بعدما اخبره أحد الموظفين أن يوصلها بسيارته أسرع من انتظار وصول سيارة الاسعاف ، لقد فقد عقله ولم يستطع التفكير عندما سقطت بين يديه ، ولكن عندما سمع هذا الاقتراح ، تذكر أن سيارته بالخارج بالفعل ، فلمَ ينتظر وصول الاسعاف ، أثناء خروجه بها أخبرته إحدى زميلاتها بالعمل أنها ستذهب معه لتطمئن عليها ، ولكنها ذهبت لأنها لا تأمنه ، لا تأمن أن تتركها معه وحدها وهي بتلك الحالة ، لأنها تعلمه جيداً ، فهو ليس بذلك الشخص الفاضل الذي يدعيه أمام الجميع ، لقد حاول كثيراً لمسها بحجة أنه لم يقصد ذلك ، لكن كل فتاة تشعر باللمسة المقصودة وغير المقصودة .

سارت سيارته وزميلتها تجلس بالخلف واضعة رأس روزالين التي لم تصدر منها اي حركه حتى الآن على فخذها ، حتى أن زميلتها شعرت بالقلق يتزايد بداخلها ، لقد حاولت افاقتها بذلك العطر الذي كانت تحمله معها ، حاولت صفع خدها بخفة ، لكن دون فائدة ، فروزالين لا تستجيب مطلقاً ، أثناء ذلك صدح صوت هاتف بالسيارة ، ظنت أنه هاتف كريم ، لكنه لم يجب، بعد قليل عاد ليصدح صوته مرة أخرى ، فبحثت بعينيها عن مصدر الصوت ، لكن قبل أن تجده انتهى الرنين ، أخرجت الهاتف من سترة روزالين وأمسكته بيديها حتى إذا ما رن مجدداً تجيبه سريعاً ، وبالفعل رن الهاتف مجدداً فقامت بضغط زر الإجابة ، لكن قبل أن تتحدث جائها صوت شخص ما كان يبدو عليه القلق وهو يقول : روز برن عليكي من زمان مابترديش عليا ليه ، انتي قلقتيني .

قالت الفتاة بتلعثم : أنا مش روزالين ، أنا زميلتها في الشغل ، روزالين تعبت شوية واحنا رايحين بيها للمستشفى.

قفز نديم من مكانه وقال : مستشفى ايه ، روز مالها .

أخبرته الفتاة بإسم المشفى لكن قبل ان تخبره بما حدث صرخ بها كريم وهو يخبرها أن تطفأ هذا الهاتف اللعين وألا تجيب أحدا مجدداً وقد سمع نديم هذا قبل أن تغلق الفتاة الهاتف اتقاءا لشره وغضبه الذي يبدو عليه الآن.

خرج نديم من عمله دون أن يخبر أحدا بذلك ، لكن قابله إحدى زملائه أثناء اتجاهه إلى سيارته راكضا ، وسأله عن سبب ركضه هكذا فقال له وهو يدلف إلى سيارته ويقوم بتشغيلها : خطيبتي ف المستشفى ومش عارف هي فيها ايه .

لم ينتظر أن يجيبه صديقه وانطلق بسيارته إلى العنوان الذي أعطته له الفتاة ، وقد كان المشفى قريباً من عملها ، وعمله ليس بذلك البعد عن مقر عملها .

كان يشعر أن الطريق لا ينتهي ، ولأول مرة شعر بمدى طول المسافة بينهما ، كان فقط يريد ان يصل إليها بالحال ويتسائل ماذا حدث لها ، لقد كان يحادثها منذ ساعة فقط وأخبرته وهي سعيدة أن والدها سيأتي إلى مصر بالغد ، وأنها ستذهب إلى كريم لتطلب منه إجازة .

كان يقود سيارته بجنون ، لايدري كيف وصل إلى هناك ، لكنه ما إن وصل ترك سيارته وركض يسأل عنها وعندما أخبروه بمكانها ركض بين ردهات المشفى ليبحث عنها .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

روزالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن