الفصل السابع والثلاثون

52 5 0
                                    

جلسا كلا من نديم وروزالين معا يتناولان طعامهما وهما يتبادلان أطراف الحديث ، كانت روزالين قد قررت أن تخبره ماحدث لها ، فها هي الفرصة قد سنحت لها ولن تضيعها هذه المرة ، ستحاول جاهدة أن تخبره بكل شيء ، ستحاول تخطي خوفها من تذكر الماضي ، ستحاول حتى يستطيع هو أن يتخذ قراره ، ان كان سيظل معها أم لا ، حتى لا تعلق نفسها وتعلقه بأحلام واهية قد نسجتها بخيالها ، لكنها رغم ذلك تتمنى أن يوافق على مواصلة حياته معها ، تعلم أنها بذلك ستكون أنانية لأنها لن تستطيع أن تجعله يحيا حياة طبيعية كأي زوجين ، لكنها تحبه وتتمنى أن تكمل حياتها معه ، فقط تريده ان يتحملها حتى تستطيع أن تعود كما كانت ، لكن هل سيتحمل هو ذلك ، أم أنه سيتخلى عنها عندما يعرف ماحدث لها .

استغرقت بتفكيرها ، وكان هو يتأمل ملامحها التي كانت تنقبض بانزعاج لا يعلم سببه ، لاحظ قلقها وخوفها ، لذا أمسك بيدها كي يطمئنها لكنها جذبتها بخوف لأنها كانت مستغرقه بتفكيرها ولم تنتبه له ، عقد حاجبيه باستنكار وقال : مالك ياروز ، انتي خوفتي ليه وشديتي ايدك كده ، مش كنا لسه دلوقتي ماسكين ف ايدين بعض واحنا داخلين ، ايه اللي حصل.

اعتذرت قائلة : سوري يانديم أنا بس اتخضيت ، ماكنتش مركزه ، بالي كان مشغول .

قال : بالك مشغول بإيه ، بتفكري ف ايه مدايقك بالشكل ده .

قالت : بفكر ف حاجه مهمه لازم تعرفها قبل مايبقى الموضوع رسمي .

قال بابتسامة: بس انا مش عايزك تتكلمي ف اي حاجه تدايقك ، انا عايزك تكوني مبسوطة وبس ، زي مانا مبسوط ان أخيراً هنرتبط رسمي ، أنا من ساعة ماباباكي قالي انه هينزل آخر الشهر وهنتمم خطوبتنا وأنا  مش مصدق نفسي وبعد الأيام عشان تخلص بسرعه .

قالت : ماهو عشان كده لازم تسمعني وتعرف أنا هقولك ايه .

قال : أنا سامعك ، قولي اللي انتي عايزاه.

قالت : نديم أنا مش ......

قبل أن تكمل جملتها قاطعها تواجد كريم مديرها بالعمل الذي قال بسعادة ولهفة وهو يقف أمامها معطيا ظهره لنديم : روزالين ، ايه الصدفة الجميلة دي ، انتي هنا بتعملي ايه لو كنت أعرف انك جايه هنا كنت جبتك ف طريقي ، انا باجي أتغدا هنا دايما .

قالت روزالين برسمية كعادتها : أهلا يامستر كريم .

قال : مستر كريم بردو ، احنا بره الشركة اهو ، يعني دلوقتي مجرد زميلك مش مديرك ، المفروض تقوليلي بقى كريم من غير مستر .

كان نديم يحاول ضبط أعصابه حتى لا يكسر أسنان هذا الواقف أمامه ، والذي يتحدث معها دون ان يعيره أي اهتمام ، اما روزالين فكانت تشعر بالضيق من مقاطعته لحديثهما ،، لذا حاولت أن تجعله يذهب سريعاً ، حتى تخبر نديم بما أرادت ، حاولت أن تكون ردودها مختصرة كي يشعر أنه مصدر ازعاج لها ، لكنه لا يتزحزح من مكانه ، ونديم طوال الوقت كان صامتاً لا يتحدث ، فقط يستمع إليه .

روزالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن