الفصل الثامن والثلاثون

45 4 1
                                    

جلس نديم يفكر ماذا يفعل كي يرضيها ، حاول الاتصال بها مرات عدة لكن هاتفها كان مغلقا ، طرق الجدار الفاصل بينهما وخرج إلى الشرفة كي تخرج إليه لكنها لم تكن متواجدة ، مكث قليلاً ينتظرها لكنها لم تظهر ، دلف إلى غرفته واستلقى على سريره كي ينام وبالصباح عندما يقوم بإيصالها للعمل سيتحدث معها ، لكنه ظل يتقلب بفراشه ولم يستطع النوم ، فجلس بسريره متربعا ثم اتخذ قراره ، انه لن يستطيع النوم سوى بعد أن يحادثها ، لقد أخافها ، انه مازال يتذكر حتى الآن كلمتها عندما قالت له انت تخيفني ، لقد فقد أعصابه بسبب هذا اللعين الذي ظهر أمامهما فجأة وأنهى يومهما السعيد بنهاية كئيبة ، لقد كانا سعيدين للغاية وكانت هي تريد ان تحادثه بأمر ما ،لكن منذ ظهور هذا المدعو كريم فقد كل توازنه وعقلانيته ، وثارت أعصابه ولم يستطع إخمادها .

قفز من سريره بعدما لم يستطع الصبر واتجه إلى شرفته ودون أن يفكر كان قد عبر السور الفاصل بينهما.

عندما دلف إلى غرفتها وجد أنوارها مضاءة فعلم أنها لم تنم بعد ، جال بعينيه بالغرفة بحثاً عنها ، لكنه لم يجد لها أثراً ، فكر بنفسه حسنا إلى أين ذهبت ، هل هي بالمرحاض ، لكن بابه مفتوحاً وليس مغلقا ، لكن لأخذ الحيطة ناداها : روزالين ، روز انتي هنا !!

أحدا لم يجبه ، ناداها مجدداً ، لكن الصمت كان الإجابة الوحيدة التي تلقاها ، وقف بمكانه يفكر أين أنتِ يافتاة ، لمَ تثيرين دائماً حيرتي ، لكن قبل أن يتساءل أكثر وجد أميرته المفقودة تدلف من باب حجرتها ، بمنامة قصيرة تظهر تلك المنحنيات الأنثوية التي تمتلكها بسخاء ، هل تريد تعذيبه ، لمَ كل ماترتديه يبدو رائعاً ، لمَ عليها أن تكون فاتنة بكل الأشكال والألوان ، تأملها بهيام لكن هذا التأمل والعشق الذي ظهر بعينيه تحول لأعين متسعة عندما صرخت بقوة وهي تتراجع للخلف لأنها تفاجئت بتواجده ، هدئها من فوره قائلاً: اهدي اهدي ، ده أنا .

وضعت يدها على صدرها كي تهدأ هذا القلب الذي كاد أن يتوقف من الخوف وقالت : حرام عليك يا نديم ، قلبي كان هيقف .

قال بإبتسامة هائمة : بعد الشر على قلبك .

قالت بعد أن هدأت أنفاسها : انت هنا بتعمل ايه ؟!

قال : كنت جاي اشوفك لأني برن عليكي تليفونك مقفول وبخبط لك على الجدار اللي بينا مابتخرجيش ، قلقت.

اتجهت إلى هاتفها تتناوله ثم وجدت أنه بالفعل مغلق ، فقالت : اه التليفون فعلاً فاصل شحن ماخدتش بالي ، وأنا كنت تحت عشان كده ماسمعتش لما خبطت .

قال بفضول : كنتي بتعملي ايه دلوقتي تحت .

قالت : كنت بدور على أكل عشان جعانه ، انت عارف اننا مالحقناش نتغدا وأنا ما أكلتش ف الشغل ، بس للأسف مالقتش إلا حاجات تنفع ساندوتش وأنا عايزة آكل أكل حقيقي .

روزالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن