بعد مرور عدة اسابيع كان الجميع كما هو بنفس الروتين اليومي ، فروزالين يوصلها نديم وأحياناً يكن معهما عمر وأحياناً أخرى يذهب مع ليلى ، علاقتهما قد أصبحت أكثر مرونة وراحة ، فأصبحا يتحدثان بشتى الأمور ، وقد عرف نديم عنها بعض المعلومات ، كأصدقائها المقربين وصفاتهم ، وعرف أنها ليست مقربة من والديها فهم مشغولون دائماً بالعمل هذا مااستنتجه من حديثها ، أيضاً أخيها لم تكن مقربة منه أبدا ، انها لا يتصل بها أحدا ولا يسأل عنها أحدا سوى هذه الصديقة التي تدعى كلارا ، لا يعلم هل يحدثها والديها عندما تعود إلى منزلها أم لا ولكنها لا تذكرهم كثيراً ، علاقتهم تبدو معقدة ، أو لأنه لم يعتد على ذلك يشعر بالغرابة ، فوالديه دائماً ما أحطاه بالحب والحنان والرعاية ، انه يشعر بالضيق من أجلها لتلك الساعات التي تقضيها بمفردها بعدما يعودون من جامعتهم ، ويتمنى لو انه يستطيع البقاء معها طوال الوقت حتى لا تشعر بالوحدة ، كما انه يشعر بالسعادة عندما تذهب إلى نادين بالمنزل ، ويشعر بسعادة أكبر عندما يرى ابتسامتها وضحكاتها التي تزيدها جمالا ، نعم فقد وقع أسيراً لضحكتها تلك ووقع أسيراً لكل تفاصيلها .
أما روزالين فقد كانت لا تشعر بالاطمئنان سوى بجواره ، تلك الأوقات التي كانت ينتابها بها الخوف والقلق والتوتر لم تعد كما السابق ، ونوبات البكاء التي كانت تسبب لها الألم لم تعد كما كانت ، فأصبحت نادرا ما تذكرت ماحدث لها ، وكلما شعرت أن تفكيرها سيقودها لهذا الأمر كانت تخرج لشرفتها حتى تلقاه ، وإذا لم تجده كانت تطرق الحائط الفاصل بينهما كما أخبرها فيخرج لها هو مسرعاً ، انها تشعر بسعادة من نوع آخر ، سعادة لم تشعر بها قط من قبل ولا حتى من قبل حادثها ، فتلك العائلة التي تحيطها بالاهتمام والحنان وتجعلها تشعر بدفء العائلة جعلتها تشعر بعاطفة جديدة لم تختبرها من قبل ، فنادين تشعر بأنها أختها التي تخاف عليها بل وتتشاجر مع الآخرين من أجلها ، لقد ذهبت إلى جامعتها وقامت بالتشاجر مع الفتيات اللائي كن يضايقنها دائماً ، بل وأرادت ضربهن ولكن روزالين توسلت إليها ألا تفعل ، أما نديم فقد كان سعيداً بأخته التي أبعدت عن روزالين شر كلمات هؤلاء الفتيات ، والسيدة نادية التي تسأل عنها دوماً اذا ماذهبت إليهم بل وتحادثها لتخبرها أن تأتي إلى منزلهم كي لا تبقى وحدها ، انها تهتم بطعامها هل تناولته أم لا ، تعانقها دوماً كلما رأتها ، وتعامله كأنها ابنة لها ، ان والدتها لم تفعل معها هذا يوماً ، لم تهتم بها ولم تسألها يوماً هل تناولت طعامها أم لا ، لم تشعر بحزنها أبدا ، أما السيدة نادية فتفعل ، ووالد نديم ذلك الأب الحنون العطوف الحكيم ، الذي دائماً ماينصحها ويسألها عن دراستها ، ونديم ذلك الشاب الذي ظهر فجأة بالشرفة المجاورة لها والذي أصبح أهم مابحياتها ، انه الأخ والصديق ، يساعدها دون مقابل ، لا ينتظر منها شيئاً ، يعاملها كأنها هشة قابلة للكسر ، دائماً ماكان بجوارها يساعدها على تخطي خوفها ، لولاه لكانت قد اعتزلت العالم بغرفتها ، لولاه لما أكلمت سنتها الأخيرة بالجامعه ، فهو من يطمئنها ويهون عليها الامر دائماً ، حتى أنها تخلصت من ذلك الخوف ، وأصدقائها حسام وعمر تشعر أنهم اخوانها حقا ، فهم يخافون عليها أيضاً ويعاملونها كأخت لهم ، ولا يسمحون لأحد بالاقتراب منها ، انها تمشي بجوار ثلاثتهم والابتسامة تشق وجهها ، فهؤلاء هم أمانها وحمايتها وعائلتها التي حصلت عليها بتدبير القدر ،وتتمنى أن يبقوا معها دائماً.
أنت تقرأ
روزالين
Romanceفتاة تعرضت لحادثة ما بأمريكا التي كانت تقطن بها منذ كانت طفلة صغيرة ولعدم مقدرتها على تخطي ماحدث لها قررت العودة الى مصر موطنها الأصلي الذي هجرته منذ كانت بعمر الثالثة ، ولكنها عندما عادت تفاجأت بالجار الملاصق لشرفتها ، ترى ماذا حدث لها وهل ستستطيع...