الفصل الثاني

279 7 1
                                    

بعد مرور أسبوعين

كان نديم يجلس مع أصدقائه بإحدى صالات الرياضة بعدما انتهوا من تمارينهم المعتادة لتقوية بنيتهم العضلية ، نظر نديم إلى حسام وعمر أصدقائه المقربين والذين عاش معهم طفولته ومراهقته وشبابه ، انهم معا منذ كانوا أطفالاً صغار ، نظراً لصداقة أمهاتهم جميعاً ، فقد كانت أمهاتهم أصدقاءا كذلك واختاروا شراء هذه المنازل المتجاورة بعدما بُني هذا المجمع السكني كي يكونوا بجوار بعضهم البعض ، فوالدة حسام هي من قامت بالشراء أولا ثم نصحت الأخريات فاتبعنها ، كل ذلك تم قبل مولدهم جميعاً ، كما أن اقتراب منازلهم من بعضهم البعض جعلهم يقضون الوقت دائماً معا ، فحسام يعيش بالڤيلا المقابلة لنديم يفصل بينهما شارع واسع فقط ، وعمر يقطن بالڤيلا المجاورة له على يساره ، أما الڤيلا المتواجدة على يمينه فهي ڤيلا العم صلاح والتي تم بيعها مؤخراً ، ان هؤلاء الأصدقاء دائماً ماذهبوا إلى المدرسة معا ، وقضوا عطلاتهم الصيفية معا ، حتى التخطيط للسفر كانوا جميعاً يخططونه معا ، لم يترك أحدا منهم الآخر ، ولم يغضب أحدا منهم من الآخر ، أمهاتهم دائما مايذهبون إلى بعضهم البعض لقضاء الوقت بالثرثرة ، وهم أيضاً يقضون أوقاتهم معا ولكن ليس للثرثرة وانما لمشاهدة مباراياتهم التي يعشقونها ، او للذهاب لصالة الرياضة أو الذهاب الى مقهى او التنزه ، حتى الجامعة يذهبون إليها معا ، لقد قرروا اختيار نفس التخصص حتى لا يتفرقوا عن بعضهم البعض ، كما أن كلا منهم يستخدم سيارته أسبوعا حتى يقوم بإيصال الجميع لاي مكان يذهبون إليه لأنهم يذهبون معا ، لقد اعتادوا على ذلك منذ زمن طويل .

أخرجه من تفكيره صوت عمر وهو يقول : الظاهر ان اللي اشتروا الڤيلا بتاع عمك صلاح هيجوا قريب .

التفت إليه نديم سائلاً: عرفت منين ؟!

قال عمر: أمي شافت ناس من يومين كده بينضفوا في الڤيلا ، وطبعاً أمي زي مانتوا عارفين لازم ترضي فضولها ، راحت سألت العمال وقالولها انهم بينضفوا المكان عشان صحابه جايين .

صمت نديم وتبدلت ملامحه للغضب فقال حسام : ماتزعلش يانديم ، وبعدين انت ليه واخد فكرة انهم ناس مزعجين مش يمكن يطلعوا ناس كويسين او راجل كبير ومراته أو واحد ماعندوش عيال صغيره تعمل ازعاج .

قال عمر: وحتى لو طلعوا مزعجين انت عارف اننا هنطفشهم بطريقتنا زي ماتفقنا ، زي ماكنا بنعمل مع التانيين هنعمل معاهم لحد مانطفشهم ، اذا كنا طفشنا عمك صلاح وعياله مش هنقدر على دول ، وبعدين دول بيقولولك عايشين من سنين في أمريكا ، يعني ناس توتو ، لو طفينا عليهم النور بس هيخافوا  وهيسيبوا المكان ويمشوا .

ضحك نديم قائلاً : احنا بس نبعتلهم أمهاتنا تتطفل عليهم زي مابيعملوا وهما هيطفشوا على طول من غير مانتعب نفسنا .

روزالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن