بعد مرور أسبوعين
كان نديم يجلس مع أصدقائه بإحدى صالات الرياضة بعدما انتهوا من تمارينهم المعتادة لتقوية بنيتهم العضلية ، نظر نديم إلى حسام وعمر أصدقائه المقربين والذين عاش معهم طفولته ومراهقته وشبابه ، انهم معا منذ كانوا أطفالاً صغار ، نظراً لصداقة أمهاتهم جميعاً ، فقد كانت أمهاتهم أصدقاءا كذلك واختاروا شراء هذه المنازل المتجاورة بعدما بُني هذا المجمع السكني كي يكونوا بجوار بعضهم البعض ، فوالدة حسام هي من قامت بالشراء أولا ثم نصحت الأخريات فاتبعنها ، كل ذلك تم قبل مولدهم جميعاً ، كما أن اقتراب منازلهم من بعضهم البعض جعلهم يقضون الوقت دائماً معا ، فحسام يعيش بالڤيلا المقابلة لنديم يفصل بينهما شارع واسع فقط ، وعمر يقطن بالڤيلا المجاورة له على يساره ، أما الڤيلا المتواجدة على يمينه فهي ڤيلا العم صلاح والتي تم بيعها مؤخراً ، ان هؤلاء الأصدقاء دائماً ماذهبوا إلى المدرسة معا ، وقضوا عطلاتهم الصيفية معا ، حتى التخطيط للسفر كانوا جميعاً يخططونه معا ، لم يترك أحدا منهم الآخر ، ولم يغضب أحدا منهم من الآخر ، أمهاتهم دائما مايذهبون إلى بعضهم البعض لقضاء الوقت بالثرثرة ، وهم أيضاً يقضون أوقاتهم معا ولكن ليس للثرثرة وانما لمشاهدة مباراياتهم التي يعشقونها ، او للذهاب لصالة الرياضة أو الذهاب الى مقهى او التنزه ، حتى الجامعة يذهبون إليها معا ، لقد قرروا اختيار نفس التخصص حتى لا يتفرقوا عن بعضهم البعض ، كما أن كلا منهم يستخدم سيارته أسبوعا حتى يقوم بإيصال الجميع لاي مكان يذهبون إليه لأنهم يذهبون معا ، لقد اعتادوا على ذلك منذ زمن طويل .
أخرجه من تفكيره صوت عمر وهو يقول : الظاهر ان اللي اشتروا الڤيلا بتاع عمك صلاح هيجوا قريب .
التفت إليه نديم سائلاً: عرفت منين ؟!
قال عمر: أمي شافت ناس من يومين كده بينضفوا في الڤيلا ، وطبعاً أمي زي مانتوا عارفين لازم ترضي فضولها ، راحت سألت العمال وقالولها انهم بينضفوا المكان عشان صحابه جايين .
صمت نديم وتبدلت ملامحه للغضب فقال حسام : ماتزعلش يانديم ، وبعدين انت ليه واخد فكرة انهم ناس مزعجين مش يمكن يطلعوا ناس كويسين او راجل كبير ومراته أو واحد ماعندوش عيال صغيره تعمل ازعاج .
قال عمر: وحتى لو طلعوا مزعجين انت عارف اننا هنطفشهم بطريقتنا زي ماتفقنا ، زي ماكنا بنعمل مع التانيين هنعمل معاهم لحد مانطفشهم ، اذا كنا طفشنا عمك صلاح وعياله مش هنقدر على دول ، وبعدين دول بيقولولك عايشين من سنين في أمريكا ، يعني ناس توتو ، لو طفينا عليهم النور بس هيخافوا وهيسيبوا المكان ويمشوا .
ضحك نديم قائلاً : احنا بس نبعتلهم أمهاتنا تتطفل عليهم زي مابيعملوا وهما هيطفشوا على طول من غير مانتعب نفسنا .

أنت تقرأ
روزالين
Romanceفتاة تعرضت لحادثة ما بأمريكا التي كانت تقطن بها منذ كانت طفلة صغيرة ولعدم مقدرتها على تخطي ماحدث لها قررت العودة الى مصر موطنها الأصلي الذي هجرته منذ كانت بعمر الثالثة ، ولكنها عندما عادت تفاجأت بالجار الملاصق لشرفتها ، ترى ماذا حدث لها وهل ستستطيع...