لم يصدق ماسمعه ، هل تحدثت إليه الآن ، هل سمعت اعترافه بحبه لها ، هل شعرت بقبلته على جبينها ، أم أن ما أيقظها هو تلك الدموع التي بللت وجهها ، هل كانت قبلته كقبلة الحياة ، لو يعلم ذلك لقبلها منذ اليوم الأول مئات القبلات ، ابتعد عنها وهو ينظر إليها لكنه وجدها كما هي مغمضة العينين لا يصدر منها اي حركة سوى صدرها الذي يعلو ويهبط للتنفس ، ماذا هل بدأ يتخيل الآن ، هل تخيل أنها تحادثه ، لكنه سمع صوتها ، كيف هذا ، هل جُن كما أخبره الجميع ، هل وصل به الأمر إلى التخيل ، أخذ يحدث نفسه قائلاً: بقيت مجنون ، بقيت بتخيل صوتك بيكلمني ، أنا بقيت مجنون يانادين .
سمع صوتها وهي تقول ومازالت مغمضة العينين: انت طول عمرك مجنون يا حسام .
تأكد الآن مما سمعه ، لم يكن يتخيل أليس كذلك ، ركض إليها وقام بثني جذعه وعانقها بقوة آلمتها ، وعندما صدر منها تأوها ابتعد عنها معتذرا وهو يقول : آسف ، والله ماكنتش أقصد ، بس أنا مش مصدق نفسي ، نادين انتي فوقتي عشاني مش كده ، أنا كنت عارف اني مش ههون عليكي تسيبيني أكتر من كده .
فتحت عينيها بصعوبة ، فذلك الضوء شعرت انه يؤذي عينيها ، لذا وضعت يدها على عينيها تخفيها وأزالت جهاز التنفس عنها وهي تقول : أنا مش عارفه أفتح عيني ، اطفي النور ده .
نفذ ماقالته ، فكان الضوء القادم من الردهة هو ماينير الغرفة ففتحت عينيها أخيراً ، لم يكد يصدق مايحدث ، لقد استيقظت من سباتها الذي استمر لثمانية أشهر كاملة ، كان قد بدأ يفقد عقله ، لكنه لم يفقد الأمل في استيقاظها .
عندما فتحت عينيها سالت دموعه على وجهه وهو يقول : كنت خايف ماشوفش عنيكي ولا أسمع صوتك تاني .
قالت بوهن : كل ده ليه ، وايه اللي حصل انا مش فاكره حاجه ، أنا آخر حاجه فكراها انك كنت بتقولي عايز تقولي حاجه .
قال حسام: احنا عملنا حادثة ف اليوم ده ، عربية كانت ماشية غلط دخلت فينا ، بس انتي اتصابتي أكتر مني .
حاولت الجلوس فذهب إليها كي يساعدها وهو يقول : استني براحتك ، انا هنادي الدكتور أقوله انك فوقتي .
خرج ينادي الممرضات كالمجنون وهو يبتسم بقوة ويقول : نادين قامت ، فاقت وفتحت عنيها وكلمتني ، خلي الدكتور يجيلها بسرعة .
فرحت الممرضات من أجله ، فقد كن يشفقن عليه ، كن يحزن على تلك الدموع التي كان يبكيها كلما تواجد معها ، وتمنين أن تستفيق تلك الحسناء من أجله .
عاد إلى غرفتها وهو يقول : الدكتور هيجي دلوقتي يشوفك ، أنا مش مصدق ، حاسس اني بحلم ، نادين انتي بجد فوقتي .
ابتسمت وهي تقول: مالك ياحسام مكبر الموضوع كده ليه ، أنا يعني نمت اد ايه لكل ده ، يومين ولا أكتر.
أنت تقرأ
روزالين
Romanceفتاة تعرضت لحادثة ما بأمريكا التي كانت تقطن بها منذ كانت طفلة صغيرة ولعدم مقدرتها على تخطي ماحدث لها قررت العودة الى مصر موطنها الأصلي الذي هجرته منذ كانت بعمر الثالثة ، ولكنها عندما عادت تفاجأت بالجار الملاصق لشرفتها ، ترى ماذا حدث لها وهل ستستطيع...