الفصل الواحد وثلاثون

42 5 3
                                    

لم يصدق ماسمعه ، هل تحدثت إليه الآن ، هل سمعت اعترافه بحبه لها ، هل شعرت بقبلته على جبينها ، أم أن ما أيقظها هو تلك الدموع التي بللت وجهها ، هل كانت قبلته كقبلة الحياة ، لو يعلم ذلك لقبلها منذ اليوم الأول مئات القبلات ، ابتعد عنها وهو ينظر إليها لكنه وجدها كما هي مغمضة العينين لا يصدر منها اي حركة سوى صدرها الذي يعلو ويهبط للتنفس ، ماذا هل بدأ يتخيل الآن ، هل تخيل أنها تحادثه ، لكنه سمع صوتها ، كيف هذا ، هل جُن كما أخبره الجميع ، هل وصل به الأمر إلى التخيل ، أخذ يحدث نفسه قائلاً: بقيت مجنون ، بقيت بتخيل صوتك بيكلمني ، أنا بقيت مجنون يانادين .

سمع صوتها وهي تقول ومازالت مغمضة العينين: انت طول عمرك مجنون يا حسام .

تأكد الآن مما سمعه ، لم يكن يتخيل أليس كذلك ، ركض إليها وقام بثني جذعه وعانقها بقوة آلمتها ، وعندما صدر منها تأوها ابتعد عنها معتذرا وهو يقول : آسف ، والله ماكنتش أقصد ، بس أنا مش مصدق نفسي ، نادين انتي فوقتي عشاني مش كده ، أنا كنت عارف اني مش ههون عليكي تسيبيني أكتر من كده .

فتحت عينيها بصعوبة ، فذلك الضوء شعرت انه يؤذي عينيها ، لذا وضعت يدها على عينيها تخفيها وأزالت جهاز التنفس عنها وهي تقول : أنا مش عارفه أفتح عيني ، اطفي النور ده .

نفذ ماقالته ، فكان الضوء القادم من الردهة هو ماينير الغرفة ففتحت عينيها أخيراً ، لم يكد يصدق مايحدث ، لقد استيقظت من سباتها الذي استمر لثمانية أشهر كاملة ، كان قد بدأ يفقد عقله ، لكنه لم يفقد الأمل في استيقاظها .

عندما فتحت عينيها سالت دموعه على وجهه وهو يقول : كنت خايف ماشوفش عنيكي ولا أسمع صوتك تاني .

قالت بوهن : كل ده ليه ، وايه اللي حصل انا مش فاكره حاجه ، أنا آخر حاجه فكراها انك كنت بتقولي عايز تقولي حاجه .

قال حسام: احنا عملنا حادثة ف اليوم ده ، عربية كانت ماشية غلط دخلت فينا ، بس انتي اتصابتي أكتر مني .

حاولت الجلوس فذهب إليها كي يساعدها وهو يقول : استني براحتك ، انا هنادي الدكتور أقوله انك فوقتي .

خرج ينادي الممرضات كالمجنون وهو يبتسم بقوة ويقول : نادين قامت ، فاقت وفتحت عنيها وكلمتني ، خلي الدكتور يجيلها بسرعة .

فرحت الممرضات من أجله ، فقد كن يشفقن عليه ، كن يحزن على تلك الدموع التي كان يبكيها كلما تواجد معها ، وتمنين أن تستفيق تلك الحسناء من أجله .

عاد إلى غرفتها وهو يقول : الدكتور هيجي دلوقتي يشوفك ، أنا مش مصدق ، حاسس اني بحلم ، نادين انتي بجد فوقتي .

ابتسمت وهي تقول: مالك ياحسام مكبر الموضوع كده ليه ، أنا يعني نمت اد ايه لكل ده ، يومين ولا أكتر.

روزالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن