الفصل الخامس والثلاثون

156 9 1
                                    

عندما دلفت ريناد إلى غرفتها بكت كثيراً على تلك المعاملة التي يعاملها بها أبيها دوماً ، انه يتعمد اهانتها ،ويتعمد ان يجعلها تبتعد عن كل مايسعدها وعن كل ماتحبه ، لا تدري لماذا يعاملها هكذا منذ ولدت ، هل لأن والدتها قد فقدت حياتها عندما أنجبتها ، دائماً ما اخبرها انها السبب بموت زوجته ، وانها من جعلته يفقد تلك الزوجة التي كان يعشقها ، ولكن ماذنبها ، انها أيضاً مثله قد فقدت والدتها هي الاخرى منذ ولدت ، فقدت الحنان والدفء والعاطفة ، ماذا عليها ان تفعل إذا ، دائماً ما أخبرها والدها أنه كان يتمنى أن يفقدها هي بدلاً عن والدتها ، وهي أيضاً قد تمنت ذلك ، حتى لا تكن مع أب يعاملها بهذه المعاملة ، ويعمل على جعلها حزينة وكأن ابتسامتها تؤلمه كلما رآها ، وكأن دموعها تشفي جراحه ، انها دوماً ما أخفت حزنها بتلك الابتسامه التي تضعها على وجهها كلما خرجت من المنزل ، وتلك الكلمات التي تلقيها بمزاح ، لكن منذ عرفت عمر وهي تشعر بسعادة حقيقية ، ليست كتلك التي كانت تدعيها ، انه يحاول قدر استطاعته اسعادها ، لا يحزنها ويتحمل كل شيء من أجلها ، حتى كلمات والدها اللاذعة التي يلقيها على مسامعه كلما رآه يتحملها بصدر رحب من أجلها ، من أجل ألا تحزن ، وعندما تعتذر له عن تصرف والدها يخبرها بابتسامة أنه لا يهتم سوى بها هي فقط ، لا يهمه أيا مما يقوله والدها ، كل مايهمه أن تكن بجواره وتكون سعيدة ، فقط هذا كل مايتمناه ، انها ممتنة أنه بحياتها وتتمنى فقط ان يظل معها دوماً وألا يفرقها أبيها عنه لأنه صار كل ماتملكه بالحياة.

قامت بمحادثة عمر كي تخبره بما قاله والدها ، وحاولت ان تخفي صوتها الباكي وأن تتكلم معه بصورة طبيعية حتى لا تجعله يشك بأمرها ، وعندما قام بإجابتها وقاما بسؤال بعضهما عن أحوالهما قالت له بحرج : عمر ماتجيش بكره تاخدني للشغل عشان بابا هيوصلني .

قال عمر بضيق : ليه ، ده قرار جديد من قراراته المتعسفة ولا ايه بالظبط.

قالت : انت عارف انه بيدايق لما بنركب العربية لوحدنا ، وقالي النهارده أعرفك انه هو اللي هيوصلني ، معلش اسمع كلامه ياعمر عشان مايدايقش وكده كده هنشوف بعض ف الشغل .

قال عمر: انا مش فاهم باباكي ليه بيعمل كده ، ليه مش طايقني كده ، انا مش عارف أنا عملتله ايه من يوم ماعرفته ، أنا حتى بتكلم معاه بإحترام وبوافق على كل حاجه بيقولها ، ليه بقى واخد مني موقف كده .

قالت : معلش ياعمر ، أنا عارفه انك مستحمل عشاني ، وعارفه لو حد مكانك مش هيتحمل كل ده ، بس معلش عشان خاطري ماتحاولش تدايقه ، وأنا آسفه على اللي بيعمله فيك ، أنا عارفه انه بيدايقك بس مش بترضى تتكلم عشاني .

قال : آسفه على ايه ياريناد ، احنا بينا أسف، وبعدين انتي ذنبك ايه ، أنا قولتلك قبل كده اني مايهمنيش اي حاجه غيرك ، ومستعد أتحمل عشانك كل حاجه.

روزالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن