عندما دلفت ريناد إلى غرفتها بكت كثيراً على تلك المعاملة التي يعاملها بها أبيها دوماً ، انه يتعمد اهانتها ،ويتعمد ان يجعلها تبتعد عن كل مايسعدها وعن كل ماتحبه ، لا تدري لماذا يعاملها هكذا منذ ولدت ، هل لأن والدتها قد فقدت حياتها عندما أنجبتها ، دائماً ما اخبرها انها السبب بموت زوجته ، وانها من جعلته يفقد تلك الزوجة التي كان يعشقها ، ولكن ماذنبها ، انها أيضاً مثله قد فقدت والدتها هي الاخرى منذ ولدت ، فقدت الحنان والدفء والعاطفة ، ماذا عليها ان تفعل إذا ، دائماً ما أخبرها والدها أنه كان يتمنى أن يفقدها هي بدلاً عن والدتها ، وهي أيضاً قد تمنت ذلك ، حتى لا تكن مع أب يعاملها بهذه المعاملة ، ويعمل على جعلها حزينة وكأن ابتسامتها تؤلمه كلما رآها ، وكأن دموعها تشفي جراحه ، انها دوماً ما أخفت حزنها بتلك الابتسامه التي تضعها على وجهها كلما خرجت من المنزل ، وتلك الكلمات التي تلقيها بمزاح ، لكن منذ عرفت عمر وهي تشعر بسعادة حقيقية ، ليست كتلك التي كانت تدعيها ، انه يحاول قدر استطاعته اسعادها ، لا يحزنها ويتحمل كل شيء من أجلها ، حتى كلمات والدها اللاذعة التي يلقيها على مسامعه كلما رآه يتحملها بصدر رحب من أجلها ، من أجل ألا تحزن ، وعندما تعتذر له عن تصرف والدها يخبرها بابتسامة أنه لا يهتم سوى بها هي فقط ، لا يهمه أيا مما يقوله والدها ، كل مايهمه أن تكن بجواره وتكون سعيدة ، فقط هذا كل مايتمناه ، انها ممتنة أنه بحياتها وتتمنى فقط ان يظل معها دوماً وألا يفرقها أبيها عنه لأنه صار كل ماتملكه بالحياة.
قامت بمحادثة عمر كي تخبره بما قاله والدها ، وحاولت ان تخفي صوتها الباكي وأن تتكلم معه بصورة طبيعية حتى لا تجعله يشك بأمرها ، وعندما قام بإجابتها وقاما بسؤال بعضهما عن أحوالهما قالت له بحرج : عمر ماتجيش بكره تاخدني للشغل عشان بابا هيوصلني .
قال عمر بضيق : ليه ، ده قرار جديد من قراراته المتعسفة ولا ايه بالظبط.
قالت : انت عارف انه بيدايق لما بنركب العربية لوحدنا ، وقالي النهارده أعرفك انه هو اللي هيوصلني ، معلش اسمع كلامه ياعمر عشان مايدايقش وكده كده هنشوف بعض ف الشغل .
قال عمر: انا مش فاهم باباكي ليه بيعمل كده ، ليه مش طايقني كده ، انا مش عارف أنا عملتله ايه من يوم ماعرفته ، أنا حتى بتكلم معاه بإحترام وبوافق على كل حاجه بيقولها ، ليه بقى واخد مني موقف كده .
قالت : معلش ياعمر ، أنا عارفه انك مستحمل عشاني ، وعارفه لو حد مكانك مش هيتحمل كل ده ، بس معلش عشان خاطري ماتحاولش تدايقه ، وأنا آسفه على اللي بيعمله فيك ، أنا عارفه انه بيدايقك بس مش بترضى تتكلم عشاني .
قال : آسفه على ايه ياريناد ، احنا بينا أسف، وبعدين انتي ذنبك ايه ، أنا قولتلك قبل كده اني مايهمنيش اي حاجه غيرك ، ومستعد أتحمل عشانك كل حاجه.

أنت تقرأ
روزالين
Lãng mạnفتاة تعرضت لحادثة ما بأمريكا التي كانت تقطن بها منذ كانت طفلة صغيرة ولعدم مقدرتها على تخطي ماحدث لها قررت العودة الى مصر موطنها الأصلي الذي هجرته منذ كانت بعمر الثالثة ، ولكنها عندما عادت تفاجأت بالجار الملاصق لشرفتها ، ترى ماذا حدث لها وهل ستستطيع...