كانت كلما تقدمت خطوة تراجعت أخرى وهي تنظر للأعين التي تتابعها ، كانت تشعر بالارتباك والتوتر من تلك النظرات التي تلاحقها ، حاولت ألا تنظر إليهم لكن دون جدوى ، لقد كانت تتأمل الجميع وهم ينظرون إليها وكأنها كائن فضائي ، لمَ دائماً ماينظرون إليها هكذا ، لمَ يجعلونها تشعر بعدم الراحة ، ظلت تتراجع بخطواتها وقد لاحظ نديم ذلك ، لذا اتجه إليها وقد وقف من خلفها ، لقد شعر بتوترها وارتباكها ، كان عليه أن يهدأها كي لاتهرب من المكان في الحال ، عندما اقتربت منه أصدر صوتاً كي لا يفزعها وقال : امال نادين راحت فين هي وساندي .
وكأن صوته كان طوق النجاة ، وكأنها عندما سمعته قد عادت للعالم الواقعي وقد استفاقت من الكوابيس التي تلاحقها بمنامها ويقظتها ، لقد جعلها تشعر بما حولها ، تذكرت أنها بحفل زفاف ، وتذكرت نادين التي لم تنتبه إليها عندما ذهبت ، وكان هو يراقب ردات فعلها وهو يعلم أنها قد كانت بعالم آخر ، لا يدري لمَ دائماً تسبح بتفكيرها ، لمَ تستشعر الريبة والخوف من كل ماهو جديد ، انها لغز كبير لا يستطيع حله ، أحجية قد عجز عن الوصول إلى حل لها ، مالذي حدث لها هذا مايريد معرفته.
انتبهت أنها لم تجبه عن سؤاله ، لذا قالت : أنا مش عارفه هما راحوا فين ، كانوا جمبي هنا ، بس اختفوا فجأة .
قال نديم: طيب خلاص خليكي معايا على مايظهروا تاني .
وقفا بجانب بعضهما البعض ، كانت هي تنظر للعروس بابتسامة احتلت وجهها ، أما هو فكان ينظر إليها هي ، قالت بعد فترة : العروسة جميلة اوي ، شكلهم حلو اوي لايقين لبعض .
قال وهو ينظر إليها: عقبالك .
قالت: لا مش عايزة ، عقبالك انت .
قال : ليه مش عايزة ، في بنت ف الدنيا مش نفسها تتجوز وتكون أسرة ويكون عندها حد يبقى معاها ف كل حالاتها ، حد تتسند عليه ويطبطب عليها وقت زعلها .
تنهدت ثم قالت : في حاجات لازم تقدمها ف المقابل عشان يبقى الطرف التاني كمان مبسوط ، وأنا مش هعرف أقدم حاجه للطرف التاني تخليه سعيد أو تخليني أحس اني استاهل اللي بيعمله عشاني .
قال باستفهام: حاجات زي ايه ؟!
قالت كي تهرب من الإجابة : ماتشغلش بالك ، بقولك هو عمر فين وحسام .
نظر من حوله ثم قال : مش عارف .
صمتا مجدداً ، وأثناء تأملهما للحفل ، كان طفل صغير يجري بجوارها فضرب بها دون قصده ، مما أدى إلى اختلال توازنها وسقوطها ، لكنها لم تسقط أرضاً ، لقد سقطت بأحضانه عندما حاول أن يمسكها كي يمنع سقوطها ، حاوط خصرها بيديه وهو يتأملها ، لكنها لم تنظر إليه ، لقد شغلت بهذا الطفل الذي كان يعتذر منها ، استفاق لنفسه بسرعه وتذكر موقفها عندما كان يحاول أخذ الطبق منها بمنزلها وخوفها منه بعد اقترابه منها لذا أبعد يديه عنها ، وابتعد بكامل جسده قبل أن تنتبه إليه ، لكنه لم يستطع منع نفسه من قوله : انتي جميلة اوي ياروز .
أنت تقرأ
روزالين
Romanceفتاة تعرضت لحادثة ما بأمريكا التي كانت تقطن بها منذ كانت طفلة صغيرة ولعدم مقدرتها على تخطي ماحدث لها قررت العودة الى مصر موطنها الأصلي الذي هجرته منذ كانت بعمر الثالثة ، ولكنها عندما عادت تفاجأت بالجار الملاصق لشرفتها ، ترى ماذا حدث لها وهل ستستطيع...