الفصل الخامس

65 2 1
                                    

باليوم التالي ذهبت السيدة نادية والدة نديم والسيدة هند والدة حسام والسيدة ميادة والدة عمر لزيارة الجارة الجديدة كما اتفقن من قبل ، تحضرن جميعهن وأخذت السيدة نادية بعض الحلوى التي قامت بتجهيزها مسبقاً وذهبن إليها.

عندما وقفن أمام منزلها ضغطت السيدة ميادة الجهاز الموضوع أمام المنزل فجائها صوت السيدة هدى وهي تقول : مين ؟!

قالت السيدة ميادة وهي تقرب وجهها من الجهاز قليلاً حتى يكن صوتها واضحاً: احنا جيرانكوا هنا ، وجايين عشان نسلم عليكوا .

بعد مرور بضع ثوانٍ فُتح الباب ودلفن ثلاثتهن ، لم يكن المنزل مختلف عن منازلهن فقد كان بنفس التصميم ، استقبلتهن السيدة هدى وطلبت منهن الدخول حتى تخبر سيدة المنزل أنهن في انتظارها ، وصعدت إلى أعلى حتى تخبرها بوجود ضيوف يحتاجون رؤيتها ، توترت كثيراً فهي لا تعلم احدا هنا ، من ياتُرى قد حضر لرؤيتها ، انها لم تعد تستطيع التحدث مع أحد مثلما كانت من قبل ، لم تعد تستطيع الاختلاط بالبشر ، ولكن السيدة هدى حثتها على النزول إليهن وأخبرتها أنهن كلهن سيدات ، فاطمئنت قليلاً ، لم تبدل ملابسها ونزلت إليهن بمنامتها الواسعة التي تخفي تقريباً كل جسدها ، رفعت شعرها عالياً بكعكه مهمله كعادتها مؤخراً ، ونزلت إليهن.

أما السيدات فقد جلسن بصالة الاستقبال ووضعت السيدة نادية الطبق الذي كانت تحمله على الطاولة أمامها ، وكن يتحدثن بصوتٍ هامس حتى تنزل السيدة التي جئن لاستقبالها ، ارتفعت أبصارهن إليها عندما دلفت عليهن وهي تلقي السلام بابتسامة  متوترة ، رحبت بهن وجلسن جميعاً مجدداً ، نظرت السيدة ميادة للمكان الذي دلفت منه الفتاة ثم قالت : امال هي مامتك مش هنا ولا ايه ، احنا بنحسبها هنا ، لو نعرف انها مش موجوده كنا جينا ف وقت تاني .

فركت الفتاة يديها بتوتر وقالت بصوت خفيض : لا ماهي ماما مش في مصر أصلها ماجاتش معايا .

قالت السيدة هند باستفهام: امال انتي هتعيشي هنا مع مين ؟!

قالت الفتاة : أنا معايا داده هدى .

تعجبت السيدات ، كيف تحيا هذه الطفلة الصغيرة وحدها ، فقالت السيدة نادية : يعني انتي جيتي وهما هيجوا بعدك ولا ايه ؟!

قالت الفتاة: ماما وبابا عندهم شغل مش هينفع يسيبوه ، بس لما يخلصوا هيجوا .

سألتها السيدة ميادة قائلة: طيب وانتي ليه ماجيتيش معاهم سبقتيهم ليه ، وازاي وافقوا انك تيجي لوحدك وانتي صغيرة كده .

تلعثمت روزالين قليلاً ثم قالت : أنا قولتلهم اني عايزه أرجع مصر قبلهم ، وبعدين أنا مش لوحدي معايا داده هدى.

قالت السيدة نادية : يعني داده هدى دي بتبات معاكي هنا ولا بتباتي لوحدك ؟!

قالت الفتاة بكذب خوفاً منهن لأنها لا تعرفهن : ايوه بتبات معايا ، أنا مش لوحدي .

روزالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن