باليوم التالي ذهبت السيدة نادية والدة نديم والسيدة هند والدة حسام والسيدة ميادة والدة عمر لزيارة الجارة الجديدة كما اتفقن من قبل ، تحضرن جميعهن وأخذت السيدة نادية بعض الحلوى التي قامت بتجهيزها مسبقاً وذهبن إليها.
عندما وقفن أمام منزلها ضغطت السيدة ميادة الجهاز الموضوع أمام المنزل فجائها صوت السيدة هدى وهي تقول : مين ؟!
قالت السيدة ميادة وهي تقرب وجهها من الجهاز قليلاً حتى يكن صوتها واضحاً: احنا جيرانكوا هنا ، وجايين عشان نسلم عليكوا .
بعد مرور بضع ثوانٍ فُتح الباب ودلفن ثلاثتهن ، لم يكن المنزل مختلف عن منازلهن فقد كان بنفس التصميم ، استقبلتهن السيدة هدى وطلبت منهن الدخول حتى تخبر سيدة المنزل أنهن في انتظارها ، وصعدت إلى أعلى حتى تخبرها بوجود ضيوف يحتاجون رؤيتها ، توترت كثيراً فهي لا تعلم احدا هنا ، من ياتُرى قد حضر لرؤيتها ، انها لم تعد تستطيع التحدث مع أحد مثلما كانت من قبل ، لم تعد تستطيع الاختلاط بالبشر ، ولكن السيدة هدى حثتها على النزول إليهن وأخبرتها أنهن كلهن سيدات ، فاطمئنت قليلاً ، لم تبدل ملابسها ونزلت إليهن بمنامتها الواسعة التي تخفي تقريباً كل جسدها ، رفعت شعرها عالياً بكعكه مهمله كعادتها مؤخراً ، ونزلت إليهن.
أما السيدات فقد جلسن بصالة الاستقبال ووضعت السيدة نادية الطبق الذي كانت تحمله على الطاولة أمامها ، وكن يتحدثن بصوتٍ هامس حتى تنزل السيدة التي جئن لاستقبالها ، ارتفعت أبصارهن إليها عندما دلفت عليهن وهي تلقي السلام بابتسامة متوترة ، رحبت بهن وجلسن جميعاً مجدداً ، نظرت السيدة ميادة للمكان الذي دلفت منه الفتاة ثم قالت : امال هي مامتك مش هنا ولا ايه ، احنا بنحسبها هنا ، لو نعرف انها مش موجوده كنا جينا ف وقت تاني .
فركت الفتاة يديها بتوتر وقالت بصوت خفيض : لا ماهي ماما مش في مصر أصلها ماجاتش معايا .
قالت السيدة هند باستفهام: امال انتي هتعيشي هنا مع مين ؟!
قالت الفتاة : أنا معايا داده هدى .
تعجبت السيدات ، كيف تحيا هذه الطفلة الصغيرة وحدها ، فقالت السيدة نادية : يعني انتي جيتي وهما هيجوا بعدك ولا ايه ؟!
قالت الفتاة: ماما وبابا عندهم شغل مش هينفع يسيبوه ، بس لما يخلصوا هيجوا .
سألتها السيدة ميادة قائلة: طيب وانتي ليه ماجيتيش معاهم سبقتيهم ليه ، وازاي وافقوا انك تيجي لوحدك وانتي صغيرة كده .
تلعثمت روزالين قليلاً ثم قالت : أنا قولتلهم اني عايزه أرجع مصر قبلهم ، وبعدين أنا مش لوحدي معايا داده هدى.
قالت السيدة نادية : يعني داده هدى دي بتبات معاكي هنا ولا بتباتي لوحدك ؟!
قالت الفتاة بكذب خوفاً منهن لأنها لا تعرفهن : ايوه بتبات معايا ، أنا مش لوحدي .
أنت تقرأ
روزالين
Romanceفتاة تعرضت لحادثة ما بأمريكا التي كانت تقطن بها منذ كانت طفلة صغيرة ولعدم مقدرتها على تخطي ماحدث لها قررت العودة الى مصر موطنها الأصلي الذي هجرته منذ كانت بعمر الثالثة ، ولكنها عندما عادت تفاجأت بالجار الملاصق لشرفتها ، ترى ماذا حدث لها وهل ستستطيع...