نديم
عندما رأيت الهلع البادي عليها وعينيها المتسعة من الخوف وتراجعها إلى نهاية الشرفة ، حاولت أن أتحدث كي أهدأ من روعها ولكنني وجدتها تتجه لباب الشرفة ،يبدو أنها تريد الهرب ، لذا قلت لها مسرعاً بكلمات متلعثمة غير مرتبة : استني ، أنا ... أنا ماكنتش أقصد أخوفك .
وعندما رأيت توقفها وهي تنظر أرضا ، أردفت قائلاً: أنا بس عشان مش متعود حد يبقى ف البلكونة دي من سنين اتفاجئت بس ، كان رد فعل تلقائي اني قربت منك أشوف انتي حقيقة ولا لا ، ماكانش أبدا قصدي انك تخافي كده .
لن أعتذر فأنا بالفعل لم أقصد ذلك ، هل يجب علي الاعتذار ، أظن لا ، وقبل أن أتحدث مجدداً ، قالت بصوت بدا مرتعبا ومهزوزا : it's ok ( لا بأس ).
كادت أن تتحرك مجدداً ولكنني قلت ولا أعلم لمَ أردت مماطلة الحديث : أنا نديم جارك هنا ، ماما كانت جات لك هي وطنط هند وطنط ميادة عشان يتعرفوا عليكي من فترة .
أخيراً رفعت عينيها ونظرت لي ، ولكنها أخفضتها مجدداً عندما رأتني أنظر إليها ، تحركت إلى باب الشرفة ، فشعرت أنني أبدو كالغبي ، لم يكن علي التحدث معها ، أشعر أنني كالمتطفل ، ويبدو أنها لا تطيق الوقوف أو التحدث معي ، وقبل أن أوبخ نفسي أكثر من ذلك جائني صوتها وهي تقول: وأنا روزالين جارتك هنا .
ثم دلفت من باب شرفتها وأغلقته بإحكام ، لقد سمعت صوت الأقفال التي قامت بقفلها ، حسنا يبدو أنها خائفة ، معها الحق فهي لا تعرفني ، ولكن ما ذلك الاسم ، لم تذكر والدتي اسمها أمامي ، روزالين اسم يبدو غريباً كحالتها ، لم أفكر كثيرا وانطلقت لأجهز نفسي لأخرج مع أصدقائي لمشاهدة المباراة .
روزالين
عندما دلفت إلى غرفتي وضعت يدي على صدري بخوف وتوتر ، لقد كاد قلبي أن يتوقف عندما فتحت عيني ورأيت تلك الأعين الزرقاء التي تتأملني ، يا إلهي لقد شعرت بالهلع ، لذلك لم أستطع التحدث ، أشعر أنني كنت فظة للغاية ، ولكن هذا ليس بيدي ، فأنا لم أعد أستطيع التعامل بسهولة مع الجنس الآخر ، أحاول التغلب على ذلك ، ولكن تلك العقاقير التي قد وصفها لي الطبيب لا تجدي نفعاً ، لا أشعر بأي تحسن ، بل يزداد خوفي منهم كلما اعتكفت بمنزلي أكثر ، لقد أخبرني الطبيب أن أحاول الخروج والتعامل مع الرجال وسأعود مثلما كنت ،ولكنني لا أقوى على ذلك ، رؤيتهم تثير خوفي وريبتي ، أشعر بأنني أكاد أفقد وعيي كلما اضطررت للتحدث أو التعامل مع أحدهم ، ولكن ماذا عن الجامعة ، كيف سأتعامل مع هذا الكم الهائل من الرجال الموجودين بالجامعة ، سأضطر مؤكدا للتحدث معهم ، ماذا ان كان أستاذ المادة رجلاً ، يجب أن أحاول التأقلم مجدداً فليس كل البشر سواء ، أليس كذلك ؟! كما أنني لن أضيع كل هذا المجهود الذي بذلته في السنوات السابقة ، انها سنتي الأخيرة ويجب أن أجتهد بها حتى أحقق حلمي بالعمل بمجالي ، ويكفي أنني تركت جامعتي وسأحصل على شهادتي من جامعة أخرى ببلد آخر ، لكن لا يهم ، كل ما يهمني أن أنقذ نفسي من هذا البئر السحيق الذي وقعت به رغماً عني ، سأتبع تعليمات الطبيب وسأحاول الخروج ، كي يذهب عني الخوف الذي صار ينتابني كلما التقيت بشاب .
أنت تقرأ
روزالين
Romanceفتاة تعرضت لحادثة ما بأمريكا التي كانت تقطن بها منذ كانت طفلة صغيرة ولعدم مقدرتها على تخطي ماحدث لها قررت العودة الى مصر موطنها الأصلي الذي هجرته منذ كانت بعمر الثالثة ، ولكنها عندما عادت تفاجأت بالجار الملاصق لشرفتها ، ترى ماذا حدث لها وهل ستستطيع...