الفصل الخامس والعشرون

51 6 2
                                    

مرت الأيام وليلى تحاول التقرب مجدداً من عمر لأنها شعرت أنها قد بدأت تخسره ، كانت تحاول التقرب إليه بكل الطرق ولكن عمر لم يعد كما كان ، فمنذ تلك الليلة التي عادت بها ثملة تترنح لا تستطيع الاتزان وتلك القبلة التي وضعتها على وجنة ذلك الشاب الذي لا يعرفه ، منذ ذلك اليوم وهو يشعر بحاجز بني بينهما ، شيء ما قد كسر داخله تجاهها ، هل هي الثقة أم الحب لا يعلم ، كل مايعلمه أنه لم يعد يشعر بتلك الراحة والسعادة التي كانت تعتريه كلما تحدث معها ، لقد أصبح يشعر كلما تحدث معها بأنه يريد الهرب منها ،، لم يعد يتحمل مجاراتها أو حتى مراضاتها عندما تغضب منه كما تفعل دائماً ، حتى أنها باليوم التالي لحفل الزفاف عندما حادثته عن تلك القبلة التي رأته يضعها على وجنة تلك الفتاة أخبرها ببرود أنها قبلة لصديقة لم يقصد بها شيء آخر ، اما هي فاستشاطت غضبا وأخبرته أنه يفعل كل ذلك ليرد لها مافعلته ، فقال لها : انتي مالكيش حق تدايقي ولا تزعلي ، على الأقل انا ماكنتش سكران وأنا ببوسها ولا كنت جاي ف نص الليل معاها لوحدنا ، وقاعد معاها ف العربية وببوسها ، انتي آخر واحدة تتكلمي ، ده انا حتى لما عاتبتك تاني يوم ماعتذرتيش حتى ولا حسيتي انك غلطانة ، بالعكس شيلتيني أنا الذنب وكأني أنا اللي غلطت ، وحسستي ني اني انسان متعصب ومش مديلك الحرية وكمان بخنقك ، دلوقتي جايه انتي تعاتبيني ليه عشان بوستها ف خدها ، ايه الفرق بيني وبينك ، ما دي زي دي ، زي مانتي بوستيه أنا بوستها ، انتي مش قولتي يومها انها بوسة عادية لصديق مش المقصود منها حاجه ، أنا كمان بقولك نفس الكلام ، بوسة عادية لصديقة ماكنش المقصود منها حاجه.

لم تستطع الرد ، فماذا ستقول له بعد ما قاله ، فهي بالفعل قد أخبرته بذلك عندما عاتبها ، بل وغضبت منه وأغلقت الهاتف بوجهه ، لقد أخبرته انه فقط يريد التحكم بها ، لكنها الآن تشعر بالغضب خاصة من تلك الكلمات التي أصبحت أسيل وأصدقائها يلقونها على مسامعها ، فقد أصبحن يخبرنها أنه لم يعد يحبها ، وأنه قد استبدلها بأخرى ، تلك الفتاة الجديدة التي أصبحت ترافقه أينما كان ، من هي تلك الفتاة وماذا تريد منه ، ولمَ أصبح دائما معها كل ماذهبت إلى جامعته لتراه ، انها تشكل خطراً عليها ويجب أن تبعدها عنه مهما كلف الأمر ، انها لم تعتد الخسارة ، لم تعتد ان يتركها أحدهم ، فهي من تترك الجميع خلفها ، لا تتحمل أن يتحدث أصدقائها عنها بهذا الشكل ، بأنها أصبحت لاقيمة لها عنده ، يجب أن تستعيده من براثن تلك الفتاة قبل أن تحكم خيوطها حوله ، يجب أن تري أصدقائها بأنه مازال يحبها ويتمنى رضائها كما كان يفعل دائماً.

بذلك اليوم كان جميعهم بالجامعة عندما ذهب عمر مع ريناد لإحضار طعام الغداء ، فقد اصبحت تتناول غدائها معهم وتجلس معهم دائماً أثناء المحاضرات ، لقد أصبحت صديقة لهم نظراً لقربها من روزالين التي أحبتها ، لكنها لم تكن تخرج معهم خارج اطار الجامعة لأن والدها صارماً ، لا يسمح لها بالخروج مع أحد .

روزالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن