الفصل الحادي عشر

47 2 1
                                    

نديم

عندما استيقظت صباحاً وتذكرت تحدثي مع روزالين ابتسمت ، لا أدري لمَ ولكنني شعرت براحة عندما تحدثت معي دون خوفاً مني كما تفعل بكل مرة ، لقد كنت أشعر بالحزن على حالتها ، لأنها تبدو لطيفة للغاية لا تستحق هذا الحزن الذي يحتل عينيها ولا هذا الخوف الذي يظهر جلياً عليها ، تلك الفتاة منذ سمعت بكاؤها عندما كنت بغرفتها وأنا أريد معرفة السبب ولكن الآن أريد أن أخرجها من تلك الحالة ، أريد أن أساعدها بأي طريقة كانت، لذا عرضت عليها أن أساعدها وعندما وافقت بالنهاية بعد طول تفكير وتردد شعرت بالمسئولية تجاهها رغم أنها لا تمت لي بصلة ، ولكنني لا أدري لماذا أفعل ذلك ، هل لبرائتها الواضحة أم لحبها لأختي أم لأنها جارتي وستكون زميلتي بالدراسة ، لا أعلم ولكنني قررت أن أساعدها .

لقد أخبرتها أن نبدأ منذ اليوم لأن موعد الدراسة قد اقترب ، فلم يعد يتبقى سوى أسبوع واحد ، أرجو أن أستطيع مساعدتها بذلك الأسبوع ، لكن هناك أمر ما يؤرقني وهو نادين أختي ، ان رأتني أتقرب منها أو أتحدث معها ستسخر مني لأنها تعلم جيداً أنني لا أحب التحدث أو التقرب من الفتيات ، كما أنني لا أتحدث مع أحدا من أصدقائها سوى ساندي لأننا تربينا معا جميعاً ، أما صديقتها روڤان فلم أحادثها مطلقاً ، بالحديث عن روڤان انني لم أرها هنا منذ وقت طويل ، كما أن نادين لم تعد تذكر اسمها كالسابق ، تُرى ماذا حدث هل تخاصمتا ، أم أن هناك أمر ما قد حدث لا أعرفه ، عند هذا الخاطر قمت من مكاني واتجهت إلى غرفة نادين كي أسألها ، طرقت بابها لم تجبني يبدو أنها مازالت نائمة ، لذا فتحت بابها الذي لا تغلقه مثلي وأشعلت الأنوار ، فتململت في فراشها ، كانت كعادتها تنام بكل السرير ،فذراعيها باتجاه ورأسها باتجاه وأرجلها باتجاه آخر ،لا أعلم كيف تنام هكذا ، انها غير مرتبة حتى بنومها .

حاولت ازاحة يديها قليلاً كي أجلس وقمت بالتربيت على كتفها ، لم تستيقظ ، فزدت ضرباتي قوة ، ففتحت عينيها ولكنها قامت بتغطيتها من الاضاءة وهي تقول : اطفي النور ده مش عارفه افتح ، وبعدين انت عايز ايه ع الصبح ، وازاي تصحى قبل ما انا اجي أصحيك .

جذبت يدها من على رأسها وقلت : هو انتي وروڤان متخانقين .

رفعت يدها وقالت وهي تنظر لي بتعجب : انت مصحيني مخصوص عشان تسألني السؤال ده ، ايه اللي جاب روڤان ف دماغك النهارده انت كنت بتحلم بيها ولا ايه .

ضربتها بخفة على كتفها وقلت : لا ياظريفة ، بس شايفك مابتجبيش سيرتها ولا هي بتجيلك ولا بتقولي هتروحي لها بقالك فترة ، حتى روز عرفتي ساندي عليها وماجبتيش سيرة روڤان .

جلست متربعة على السرير وقالت : هي وحشتك ولا ايه ، نديم اوعى تكون بتحبها من ورايا ، وايه روز دي من أمتى وانت بتدلع حد كده ، ده انت مابتدلعنيش مع اني أختك .

روزالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن