بعد مغادرة الملك شمهروش و زوجته شمس ، ابتعد سامر عن مكان إقامتهم متجه إلى
الشلال ، بعد وصوله استضلَّ تحت شجرة الأيكة و جلس متأمل المكان من حوله .
بعد فترة اقدمت إليه تمني قد كان التعب بادٍ على وجهها تمعن سامر بالنظر الها ثم نطقو يده تمسح على خدها بحنو " يبدو الإرهاق باد عليك حبيبتي ، هل انتِ متعبه "
هزت تمني رأسها ايجابا فنطق سامر مرة أخرى " أين تركتِ الأطفال؟ "
ردت عليه تمني " لقد ناموا و تركت شفق عندهم "
هز سامر رأسه مبتسما و قال " ما رأيك أن تأخذي قسطا من الراحة انتِ الأخرة...همم؟ "
تنهدت تمني بثقل شديد و قالت " لقد حاولت النوم لكنني لم استطيع، يبدو انني مصابة بالأرق "
قام سامر بتقبيل جبينها ثم قال لها
" ما رأيك بسماع قصة تساعدك على النوم ؟ "
ابتسمت تمني ثم اقتربت منه و توسدت فخذه و الذي بدوره اخذ يضغط على فروةرأسها يمرر خصلات شعرها بين اصابعه ، و التي تنهدت بصوت مسموع يدل على
راحتها
" كان هناك رجل من أشهر الشعراء في عصره ، يدعى جميل بن معمر قد جمعته قصةحب بمحبوبته بثينة بنت ربيعة ، كانا يعيشان في وادي القرى الواقع في أرض الحجاز "
قالت تمني متسائلة " و كيف احبّ بعضهما البعض "
ابتسم سامر و قال " في الحقيقة كان جميل يحب بثينة منذ الصغر لكنها لم تكن تعلممعنى الحب لأنها كانت طفلة ، و تدور الأيام و كبر كل من جميل و بثينة و كان أول
موقف يجمعهم عندما نشب خلاف بينهما حول المرعى ، فشتمته ، و هو بدوره انصدم
من نباهتها فأصبح يهيم بها "
أطلقت تمني قهقهة عذبة و قالت " من الغريب ان تقع في حب شخصا شتمك "
بادلها سامر الضحكات و هو يقول " أليس كذلك "
نطقت تمني " ألم تقل انه كان شاعر عصره ؟ "
سامر " بلى "
تمني " ألم يقل في حبها شيئ ؟ "
سامر "بل قال اشياء "
تمني " هل تحفظ منها شيئا "
سامر " لقد قال فيها بعد حادثة المرعى "
وَ أَوَّلُ ما قادَ المَوَدَّةَ بَينَنا
بِوادي بَغيضٍ يا بُثَينَ سِبابٌ
وَ قُلنا لَها قَولاً فَجاءَت بِمِثلِهِ
لِكُلِّ كَلامٍ يا بُثَينَ جَوابٌ
تمني " و هل تزوجها ؟ "
سامر " لقد عانى جميل من شدة حبه لبثينة بسبب عادات قبائلهم لأنهم كانو محافظينو قديما كان اذا اشيع أن شخصا احب فتاه كان والدها يرفضه إن تقدم لابنته بسبب انه
يحبها و بسبب ان حبه شاع بين القبائل و كأن الحب جريمة ، كما أنه كان يزوجها لغيره
أنت تقرأ
مملكة تاسيلي
Fantasíaإثارة وتشويق وغموض ومغامرات يخوضها زوجين من عالمين مختلفين من أجل حماية أسرتهم الصغيرة وأصدقائهم