بارت 23

1.4K 60 52
                                    

عشق كانت قاعدة في العربية جنبه،صمت مخيم بينهم، الصمت اللي كان تقيل على قلبها أكتر من أي كلام.

حاولت بكل قوتها إنها ما تبكيش، لكن جواها صراع كان زي النار المشتعلة، نار مش قادرة تطفيها حتى بصوتها. كل ما تبص في وش أدهم، تحس إنه بعيد عنها أكتر وأكتر، كأنه بيتحول لشخص غريب بيوم وليله!، شخص هي مش قادرة تفهمه،رغم إنها بتحبه أكتر من نفسها.

أدهم كان ساكت، عينيه مركزة على الطريق، بس كان واضح إنه مشغول بفكرة تانية خالص. حس بحركتها لما طارت عينيها من الخوف فجأة، لما لاحظت إن العربية مش ماشية على طريق بيت أهلها زي ما قال.

كانوا بيقربوا من المقابر، المكان اللي عشق مش بتحب تروحه، المكان اللي دايمًا بيفكرها بالموت والفراق.

أدهم بص لها من طرف عينه، شاف الخوف اللي اترسم على ملامحها، بس هو فضل محتفظ ببروده، كأنه مش متأثر،بص لها بحزن، حزن كان دافنه جوا قلبه، بس ظهر في لمحة سريعة على ملامحه، وبعدين قال ببرود حاول يخفي وراه كل اللي جواه:
" انتى خايفة إني أقتلك يا عشقي؟"

عشق حسّت الكلمة زي طعنة في قلبها، من غير تفكير مسكت إيده بسرعة، بصت له بعينيها المليانة دموع، وقالت بصوت مرتعش:
"أنا بحبك يا أدهم... مستحيل أفكر فيك كده،إزاي ممكن أفكر إنك تؤذيني؟"

أدهم بص في عينيها، شاف الألم، الخوف، والحب اللي هي بتحسه ناحيته، لكن هو نفسه كان محاصر بألمه الخاص. لحظة ضعف خلت ملامحه ترتخي، كأنه حس بوجع الحب ده، بس رجع شد ملامحه تاني بسرعة.

فتح باب العربية ونزل، سحبها معاه، وكأن اللحظة دي كانت لازم تحصل.

وقفوا قدام صف القبور، قلبها بيدق بسرعة لما شافت الأسماء اللي محفورة على الأحجار قدامها.

قال بصوت هادي مليان ألم:
"دول،عمي الصغير،عمتي،عمي الكبير،أبويا، وجدي، كلهم صنعوا العالم ده اللي أنا عايش فيه، العالم اللي انتي مش قادرة تفهميه،عايزة تحاسبي؟حاسبيهم هما. أنا بس بكمل مشوارهم. مش في إيدي إني أغير اللي تربيت عليه."

عشق بصت حواليها، شافت الأحجار اللي عليها الأسماء، بس كان قلبها هو اللي بيوجعها بجد. كل كلمة قالها كانت زي سكين بتغرز أكتر في مشاعرها.

مسكت إيده، حست إن ده الحل الوحيد اللي تقدر تعمله،حاولت تقرب له بالحب اللي في قلبها:
"طب نسيب كل ده، نطلع من مصر. نروح أي حتة تانية، نبدأ من جديد. أنا مش عايزة حياتك تبقى كده... مش عايزة تكون جزء من العالم ده اللي بيكسرك كل يوم،انا عايزه اعيش معاك حياه هادئة نستحقها انا وانت"

أدهم ساب إيدها ببطء، بص لها بنظرة كأن فيها كل الإجابات اللي هي مش قادرة تفهمها، وقال بصوت مليان ثقل:
"في اللحظة اللي هسيب فيها قوتي وشغلي، هيغتالوني،انا نفسي أخرج، بس حتى لو حاولت هيصفوني"

عشق الادهم21+حيث تعيش القصص. اكتشف الآن