بارت 20

1.7K 59 59
                                    

رجعت عشق من الجامعة وهي مرهقة من اليوم الطويل، بس أول ما وصلت للقصر حسّت بحاجة غريبة.

فيه حركة غير عادية، الكل شغال بسرعة وزحمة في كل مكان، الخدم بيندفعوا يمين وشمال، وكأن في كارثة حصلت، والهدوء اللي دايمًا بيبقى في القصر بقى مفقود.

عشق قعدت تبص حواليها مستغربة من اللي بيحصل، والقلق بدأ يزحف لقلبها،أدهم كان دايمًا بيبقى المسيطر على كل حاجة، بس النهاردة الوضع مختلف.

قررت تروح تسأل العم محمود، الراجل العجوز اللي من اول ما سكنت ده القصر وهو سندها.

قربت منه وهي بتحاول تلاقي إجابة لسؤالها:
"إيه اللي بيحصل هنا يا عم محمود؟"

العم محمود كان قاعد على كرسيه، ومبينش عليه أي توتر زي الباقيين. رفع عينه لها من تحت نضارته وقال بهدوء كأنه بيشرح حاجة متعود عليها:
"ممكن يكون فيه خاين في القصر. أدهم، أول ما يشك في حد إنه بيخونه في الشغل، بيغير الطاقم كله ويفتشهم على غفلة. العملية دي بقت عادة عنده."

عشق اتنهدت، كلامه زود الألم اللي جواها، قعدت لحظة تستوعب اللي قاله، وبعدين سألت وهي بتكتم إحساسها بالاختناق:
"يعني انت شايف دي حياة يا عم محمود؟ أنا مش فاهمة إزاي الناس عايشة كده، إزاي الرجالة اللي زي أدهم بيعيشوا مع اهلهم بهدوء وهما عاملين كده في حياتهم؟"

العم محمود بصلها بملامح مليانة حكمة، ملامحه كانت زي اللي شاف الدنيا بكل تفاصيلها:
"اتعودي يا بنتي زي كل الستات اللي واخدين رجالة من النوع ده،حياتهم دايمًا هتبقى مليانة قلق وتوتر، دي طبيعة الشغلانة. الرجالة دول بيتعاملوا مع الخطر كأنه جزء من يومهم العادي. لو مش قادرين يعيشوا معاهم بالطريقة دي، يبقى خلاص... الموضوع صعب،بس انتى بتحبه وهو بحبك ده هو المهم."

عشق كانت بتسمع كلامه بس قلبها كان بيوجعها أكتر. مش هي دي الحياة اللي كانت بتحلم بيها مع الراجل الي بتحبه، الحلم اللي كانت عايشة عليه زمان قبل ما كل ده يحصل، بقى بعيد، مستحيل.

بصت للأرض وهي بتقول بصوت واطي:
"محدش فيهم راضي يفهمني... محدش حاسس باللي جوايا. كل حد حواليا شايفني مجرد بنت بدون رائي، محدش فكر إنه يسمعني، أو يعرف أنا نفسي في إيه."

العم محمود بصلها بحنان وقال:
"يا بنتي، اللي زيك صعب يلاقوا اللي يفهمهم في الدنيا دي. بس نصيحتي ليكى، خدي بالك من نفسك. الدنيا مش هترحمك لو فضلت متعلقة بأوهام، ولازم تواجهي الواقع، حتى لو كان قاسي."

عشق دخلت جوه البيت وهي حاسة بنبض قلبها بيتسارع، كل خطوة كانت تقربها من الصوت العالي اللي جاي من الصالة.

أول ما وصلت، لقت أدهم واقف في وسط المكان، صوته بيعلي وبيصرخ على الناس اللي قدامه،كان مشدود، عيونه مليانة غضب، والصراخ طالع منه بقوة، لدرجة إنها حسّت إن المكان كله بيرج.

عشق الادهم21+حيث تعيش القصص. اكتشف الآن