بارت 27

1K 78 44
                                    

ازيكم عاملين ايه؟

بصو انتو عايزين اكمل ولا أقف برواية؟،مفيش كومنتات هي مش عجباكو الرواية؟

عدى اسبوع كامل عليهم.

أدهم كان قاعد في الطيارة، عيننه متركزة على النافذة، لكنه مش شايف أي حاجة برة،تفكيره كله كان عند عشق،رجع لمصر، بس المرة دي مش لوحده، كانت أمه قاعدة جنبه، اللي هو أساسًا مش طايقها. هي اللي طلبت تيجي معاه، بعد ما سمعت إنه هيرجع، حاولت إنها تكون جنب ابنها بعد السنين اللي فاتت، بس أدهم كان حاطط حواجز، ومش عايزها تقرب منه.

أمه بصت عليه، ولاحظت إنه ماسك الموبايل في إيده وبيبص على صور عشق، حاولت تستجمع شجاعتها وتكسر الصمت وقالت:
"أنت بتحبها، مش كده؟"

أدهم ساب الموبايل وحرك عينيه ليها بسرعة، وقال بجمود، صوته كان بارد زي الجليد:
"حتى لو حبتها... حياتي مش حياه تتعاش،مفيش حب يقدر يستحمل ده."

كلامه كان زي سكينة دخلت قلبها،أمه اتنهدت وحاولت تتكلم تاني، بس عرفت إن مفيش فايدة. هو مش هيسمع، ولا هيعرف يسامح.
سكتت ورجعت بظهرها على الكرسي، وهي بتفكر في كل الغلطات اللي عملتها معاه، بس هو مش مهتم بتأنيبها دلوقتي.

أدهم كان شايل هم عشق، بيفكر هي عملت إيه بعد المكالمة الأخيرة اللي قال  فيها تختار تكمل معاه أو لأ. كان عارف إن كلامه كان قاسي، بس دي حياته، واللي هيفضل فيها.

فتح موبايله بسرعة وبعت رسالة للست اللي بتراقب عشق، عايز يعرف أخبارها:
"مراتي وضعها إيه اليوم؟"

الرد جاله بعد لحظات قصيرة:
"مش كويسة"

قلبه اترفرف لحظة،عدى اسبوع ومش بيسمع عنها كلام يطمن،بس رجع يسيطر على نفسه بسرعة،حط الموبايل في جيبه وغمض عينيه محاولًا يهرب من التفكير في أسوأ السيناريوهات، لكنه عارف جوا نفسه إنه مش هيرتاح غير لما يشوفها بعينيه.

-

عشق كانت قاعدة في المحاضرة، بتحاول تركز في الكلام اللي الدكتور بيقوله، بس عقلها كان في مكان تاني خالص. كانت حاسة بضيق في صدرها، والألم اللي ناتج عن ضربة حسن كان لسه معاها، كأنها بتتنفس بصعوبة.
ليلى كانت جنبها، بتحاول تطمن عليها، بس عشق كانت عنيدة، مش عايزة تبين لأي حد إنها مش بخير.

في الجهة التانية، كان جسار قاعد ببص لهم، نظراته كلها استفزاز واضح، كأنه مستني أي فرصة عشان يتدخل. عشق حاولت تكمل وتقاوم الوجع، بس فجأة الألم اشتد جدًا، كأن صدرها بينفجر. حاولت تستأذن عشان تقوم، وقفت على رجلها، بس الدنيا اسودت قدام عينيها وانهارت في مكانها.

وسط صدمة الجميع، عشق وقعت على الأرض قدام الكل. صوت الناس وهي بتصرخ ملأ القاعة، وعيون الكل اتجهت ليها، لكن جسار كان أسرع منهم كلهم مش مصدق الفرصة،ما ترددش لحظة، وعلي طول جري عليها وشالها بين إيديه. كل اللي حواليه كانوا مبهورين ومصدومين.

عشق الادهم21+حيث تعيش القصص. اكتشف الآن