بارت 22

1.4K 62 36
                                    


إزايكم؟ عاملين إيه؟ بصوا بقى، التفاعل على آخر بارت كان محبط شوية، بس أنا قررت أكمل الرواية و عندي أمل إنها هتبقى مشهورة إن شاء الله. ياريت فوت وكومنتات تشجعني أكتب.



أدهم كان واقف في الظلمة برا القصر بعد ما رجالته رموا جثة الخاين بعيد،عينه كانت بتركز على الأرض وكأنه مش شايف أي حاجة قدامه،مش حاسس بأي حاجة غير الصمت اللي حوالينه.

كلمات عشق كانت لسه بتطن في ودانه، بس هو قفل قلبه وساب الدماغ ياخد القرار،الخاين لازم يتخلص منه،أي تردد في لحظات زي دي بيكلفه غالي.

رجع للمكتب بتاعه، قعد على الكرسي وبص على المكتب الفاضي قدامه. فجأة، عقله خدته لذكريات طفولته... أيام ما كان لسه  صغير وكان قاعد في نفس المكتب ده، بس بدل ما هو يقعد قدام المكتب، كان أبوه هو اللي قاعد، نظراته مليانة حزم وصرامة.

كان وقتها أدهم لسه عيل صغير، مش فاهم ليه كل حاجة حواليه بالشكل ده، ليه الدنيا حوالينه مليانة عنف وقسوة؟ ليه مفيش فرصة لأي حاجة تانية؟ كان نفسه يعيش حياة عادية، بعيد عن السلاح وعن الصراعات اللي بتبتدي وتنتهي بالدم.

افتكر اليوم اللي أبوه قاله فيه بكل جدية، وصوته كان قاطع زي السيف:
"أدهم، انت هتكمل الطريق ده. ده مش اختيار، ده قدر العيلة، وملناش مفر منه."

أدهم، رغم خوفه واحترامه الكبير لأبوه، سأل بصوت مهزوز: "طب يا بابا... لو كنت عايز أعيش عادي؟ لو كنت عايز أهرب من الدنيا دي؟"

الكلمات كانت بالكاد خارجة من بقه، لكن ساعتها، قبل ما يلحق أبوه يرد، جده دخل الغرفة، سمع كل حاجة. الراجل اللي كان مصدر الرهبة لكل اللي حواليه، سعد الجندي، راح لأدهم بخطوات تقيلة، وبعدين بكل برود رفع إيده ودهوله بالقلم على وشه.

صوته كان مليان غضب مكبوت وهو بيقول:
"فوق لنفسك يا واد! إنت حفيد سعد الجندي! ماينفعش تبقى غير كده."

أدهم في اللحظة دي كان واقف قدام جده وأبوه، ووشه كان بيوجعه من القلم، بس أكتر حاجة وجعته هو الإحساس بالعجز. كان فاكر إنه ممكن يعيش حياة عادية، زي أي حد، بعيد عن القتل والخيانة، بعيد عن الدم اللي بيلون حياة كل عيله الجندي.

بس الحقيقة اللي أدركها وهو لسه صغير، إن ده مش اختياره إنه يكون جزء من عالم مش قادر يهرب منه.

رجع لوعيه الحالي، وهو قاعد على كرسيه في نفس المكتب اللي أبوه كان بيقعد عليه، ورجالته بيفضلوا مستنيين أوامره برا. كل حاجة حواليه بقت متشابكة.

مفيش مهرب، الدنيا دي مش بتسمح ليه يخرج منها، ومفيش مفر من اللي اتربى عليه.

لكن في وسط كل ده، عشق كانت الحاجة الوحيدة اللي بتحاول تخليه يفكر في مخرج. كلمتها لسه بتلف في دماغه: "يعني إنت عايز تكون قاتل؟"

عشق الادهم21+حيث تعيش القصص. اكتشف الآن