بارت 25

1.5K 72 59
                                    


ازيكم عاملين ايه؟

اهو بارت النهاردة،فوت و كومنت ي حلوين❤️

أدهم كان وصل فرنسا، قاعد في فيلا فاخرة على أطراف باريس، في مكان هادي ومليان فخامة. رغم الجمال اللي حواليه، كان حاسس إن الدنيا ضلمة جواه. من ساعة ما نزل فرنسا وهو مش قادر يفتح موبايله، مش قادر يواجه رسائل عشق اللي أكيد بعتتهاله. كان بيهرب، بيحاول يبعد عن الواقع، لكنه في الحقيقة كان بيهرب من ماضيه اللي مش قادر يتخلص منه.

الفيلا كانت من نوع اللي بيظهر في الأفلام، بأبواب كبيرة وأثاث قديم ملوكي، كل حاجة فيها بتتكلم عن الثراء والفخامة. أدهم كان قاعد في الصالة الضخمة قدام شباك كبير بيبص على الحديقة، وفي إيده كاس شرب منه شويه وحط الكاس قدامه. كان عقله مشغول، أفكاره مش بتسيبه في حاله.

فجأة، وهو غرقان في أفكاره، سمع صوت خطوات خفيفة بتقرب منه. رفع عينيه ببطء، وهنا شاف ست كبيرة في السن، لابسة آخر شياكة، فستان أسود أنيق وشعرها متسرح بعناية. كانت بتتحرك بخطوات راقية كأنها مالكة المكان، وعيونها الهادية مليانة ذكريات.

أدهم حس بقلبه يرتعش لما شافها، مش عشان هي مجرد ست كبيرة، لكن لأنها كانت جزء من الماضي اللي هو بيهرب منه. الست دي كانت الشخص اللي ماكنش حابب يواجهه، لكنها وقفت قدامه وابتسمت ابتسامة صغيرة.

قربت منه بخطواتها الرزينة وقالتله بنبرة فيها نوع من المديح الهادي:
"لسه عيونك الزرقا زي ما هي،شبه البحر الصافي،دايمًا كانت عيونك نقطة ضعفي"

كانت بتبصله بطريقة  يحس برعشة في جسمه، كلامها حمل ذكريات قديمة، حاجات هو كان فاكر إنها راحت وانتهت.

أدهم ما قدرش يتكلم في الأول، كان لسانه متربط. اللحظات دي رجعته لورا سنين، لفترة كان فيها مختلف تمامًا.

قلبه دق بسرعة وهو بيبصلها، فاكر كل حاجة عن الفترة دي، كل مشاعره القديمة اللي كان فاكر إنها اتدفنت رجعت تطلع على السطح.

أدهم أخيرًا نطق، لكن صوته كان مبحوح مليان توتر. الست ضحكت ضحكة خفيفة وهي بتقرب أكتر منه، وحطت إيدها على كتفه بلطف:
"بكرهك"

كلمته كانت زي السكاكين اللي بتقطع في جروحه القديمة، جروح الحب والخيانات والأسرار اللي ما قدرش ينساها بس هي قالت:
"مش مهم، كنت مستنياك طول السنين دي. عارف إنك عمرك ما كنت هتهرب مني، مهما حاولت."

أدهم ابتعد بخطوة وهو بيبص لها بعينيه اللي كان واضح فيهم التوتر، لكنه ما قدرش يهرب من الحقيقة اللي قدامه.

الست دي... أمه،حاجات كتير كان عايز يقولها، مشاعر كتير كانت مكبوتة جواه طول السنين دي، لكن ثاني حاجة خرجت من بقه كانت مليانة وجع وعتاب.
"إنتي أصلًا كنتي أم، يا أمي؟"

عشق الادهم21+حيث تعيش القصص. اكتشف الآن