الفصل 20 "إثبات مِلكية"

117 13 2
                                    

الفصل 20 "إثبات مِلكية"
#رواية_نساء_للبيع
#رواياتي_دنيا_كريم

ماتنسوش الڤوت قبل القراءة.

صلوا على شفيع الامة ❤

____________________________

حاولت الابتعاد.
و قررت وضع حواجز جديدة بينهم و زيادة المسافات.
فتحدى الجميع لاجلها وبدلًا من الابتعاد اعلن ملكيته لها.
فمحى اي مسافات بينهم و امتلكها كلها، قلبها و عقلها و روحها و اعلنت هي الاخرى بكل حواسها انها لهُ و ملكهُ.

" يا توفيق حرام عليك انا تعبت بقى، انت اي يا اخي ماعندكش دم؟! "

كلمات خرجت منها بعدما نفذ صبرها و طفح كيلها، لم تعد تتحمل تلك الحياة او الواقع الذي تحياه، تشعر انها داخل كابوس يآبى الانتهاء، تغفو كل ليلة على فراشها على امل ان تستيقظ وتجد حياتها عادت كما كانت عليه بالماضي و تلك الرفاهية التي كانت تعيش بها، ليخيب املها عندما تفتح عيناها وتجد انها مازالت بنفس الواقع المرير، واقع زواجها و انجابها لاطفالها و تقييد حريتها للابد.

اما عنه فكان يقف امامها ويستمع لها، بملامح وجه جامد رغم صدمته الشديدة وعدم تصديقه لكل ما تنطق به امرأته، حرك رأسه بعدما طال صمتها و اكتفت بالتحديق به بضعف و أعين لمعت بالدموع فأدرك انها تنتظر منه اي قرار يريح قلبها و يحررها، وهتف يسألها بنبرة حادة مذهولة محاولًا تصديق انها جادة ولا تمزح فيما تقوله:

" انتِ اتجننتي يا شادية؟!، عايزة تسافري و تسيبي وعيالك! "

حركت رأسها تنفي بقوة وكأنها تحاول انكار تلك الحقيقة وصرخت بإنفعال و قهر:

" كفاية بقى، كل حاجة عيالك عيالك ولا كأني خلفتهم لوحدي، كل ما اطلب منك حاجة تقولي عيالك لدرجة اني بقيت حاسة ان عيالي هما سبب تعاستي دي، اي مافكرتش تشيل انت كمان مسؤوليتهم لمرة واحدة في حياتك؟! "

صدمته بكلماتها و اتهاماتها الباطلة له انه يلقي على عاتقها كل الاحمال ولا يهتم بأولاده ابدًا، و اسفًا لم تكن الصدمة من نصيبه وحده، بل كانت كذلك من نصيب ذاك الذي ولسوء حظه جاء الي مكتب والده راغبًا في الحديث معه بشأن امرٍ ما، وعندما استمع الي صوت والدته بالداخل كاد يتراجع كي لا يتطفل عليهم ويترك لهم حرية الحديث، لتصدمه كلماتها التي وصلت الي مسامعه اثناء وصوله، وجعلته يتسمر بمكانه غير مستوعب لقسوة الكلمات التي تخرج من فاه والدته، و رغمًا عنه لم يستطع ان يتحرك ويغادر فوقف يستمع.

احتدت ملامح «توفيق» من اتهاماتها الباطلة، وهتف يدافع عن نفسه بضراوة مذكرًا اياها بحقيقتها التي تنكرها و تلقي عليه هو التهم بدلًا من ان تحاول ان تصلح من نفسها لاجل اولادها:

" بقى انا راميلك هم الاولاد وعمري مافكرت اشيل معاكِ مسؤوليتهم يا شادية؟، الظاهر انك نسيتي معاملتك و اهمالك المستمر ليهم والي اجبرني انا اني احاول اكون دايمًا قريب منهم و حنين معاهم علشان اعوض تقصيرك معاهم واهتمامك بنفسك وبس لدرجة ان الاولاد بقوا يجهلوا معنى كلمة حنان الام، قبل ما توجهيني بتقصيري الي بيكون غصب عني بسبب شغلي واجهي نفسك بإهمالك و انانيتك لبنتك الي المفروض تكوني معاها في السن ده وتعلميها الصح من الغلط و ابنك الشاب الي لسه في اول حياته و بيكتشف الدنيا وتقربي منه علشان ماينحرفش ويمشي في طريق غلط"

نساء للبيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن