حبيتك يالحبيب بعد غيابك

14

بعد العشاء، اجتمعت هند مع عائلتها في الصالة، حيث كانت جوري وسارة جالستين بجانبها. كانت الأجواء مفعمة بالحديث والضحك، لكن في قلب هند كان هناك شعور مختلف. كانت تفكر في خالد، الذي كان غائبًا عنها لفترة طويلة، ورغم مشاعرها المختلطة، كانت تشعر برغبة قوية في رؤيته.

جوري، التي كانت قريبة جدًا من هند، لاحظت انشغالها. سألتها بفضول: "هند، في شيء مضايقك؟"

هند ابتسمت محاولة إخفاء مشاعرها: "لا، بس أفكر في بعض الأمور."

سارة، التي كانت تحب شخصًا يقرب لهم من جهة والدها، تدخلت بجرأة: "أحيانًا الواحد يحتاج يتكلم عن مشاعره. ليه ما تتحدثين مع خالد؟"

فجأة، شعرت هند بارتباك، وأجابت بسرعة: "ما فيه داعي. الأمور معاه معقدة."

في هذه اللحظة، دخل محمد، أخو هند الأكبر، إلى الغرفة وهو يحمل علبة من الحلوى. قال مبتسمًا: "يا بنات، جبت لكم شيء حلو لتخفيف الجو. تعالوا وخلونا نتشارك."

نظرت هند إلى محمد وشعرت بحبها لأخوها الذي دائمًا يخفف عنها، فقالت: "يسلم إيديك، محمد. دائمًا تفكر فينا."

وبينما كانوا يتناولون الحلوى ويتحدثون، سمعوا صوت ضحك خارج البيت. خرجت هند لتكتشف ما يجري، ورأت مجموعة من أولاد الجيران يلعبون. بينهم كان تميم، ابن الجيران الذي كانت تعتبره صديقًا. كان يتمتع بحس فكاهي وابتسامة ساحرة.

قال تميم وهو يضحك: "يا هند، تعالي! نحتاجك في اللعبة!"

هند، التي لم تستطع مقاومة دعوته، انضمت إليهم، ولأول مرة منذ فترة، شعرت بشيء من المرح. لكن وسط الضحك واللعب، كان هناك شعور بأن الأمور ستتغير. عادت أفكارها إلى خالد، وشعرت بأنها قد تحتاج إلى اتخاذ خطوة تجاه مشاعرها.

بينما كانت تلعب مع الأولاد، شعرت بشخص يراقبها. عندما نظرت، رأت شخصًا غريبًا يقف في طرف الشارع. كان يبدو مرتبكًا، وكأنه يبحث عن شيء ما.

أحست هند برغبة في معرفة من هو، وفي ذات الوقت تذكرت مشاعرها تجاه خالد. هل سيكون هذا الشخص هو من يحل عقدة مشاعرها؟ أم ستبقى الأمور معقدة كما هي؟

توجهت هند نحو الشخص الغريب، وعندما اقتربت أكثر، لاحظت أن لديه ملامح تشبه ملامح خالد.

"هل أستطيع مساعدتك؟" سألت هند بفضول.

رد الشخص برسم ابتسامة خجولة: "أنا جديد هنا، اسمي فهد، أبحث عن عائلة لي هنا."

هنا بدأت الأمور تتعقد أكثر، وبدأت الأحداث تتشابك بين الغياب والحضور، بين الماضي والحاضر، وبين الحب القديم والحب الجديد.

هل سيستطيع فهد أن يغير شيئًا في حياة هند؟ وما هو دور خالد في كل ذلك؟