19

7 3 0
                                    


خالد كان جالس في البيت بعد المكالمة مع هند، يحس بقلق كبير في قلبه. فكر في كلامها، وكيف أعطته أمل وفي نفس الوقت خلى الأمور أكثر تعقيدًا. كان يعرف إن العلاقة بينهم مو سهلة، لكن هالمرة كان عنده عزم قوي إنه يحاول.

مر يوم كامل وهو يحاول يتجاوز شعور التوتر. طلع من البيت وقرر يروح للحديقة القريبة، يحب يغير جو ويستمتع بالهواء. كلما خطى خطوة، كان يذكر كلام هند، عيونه تضيق وهو يفكر فيها. حاول ينظم أفكاره، ويستعد لأي رد فعل منها.

وصل الحديقة، وكانت الشمس تغرب، مضيئة الأفق بألوان دافئة. قرر يقعد على أحد المقاعد الخشبية، وبدأ يراقب الأطفال يلعبون، والأسر تتجمع مع بعض. شافهم يضحكون ويمرحون، وفكر في كيف كانت أيامهم حلوة في الماضي. قلقه بدأ يتلاشى شوي، لكن التفكير في هند كان مثل السكين يجرح قلبه.

فجأة، سمع صوت جرس جواله. كان رسالة من هند. قلبه دق بسرعة، لأنه كان متوقع أي شيء. فتح الرسالة، ولقى فيها: "ممكن نتقابل بكرة؟ أحتاج أتكلم معك عن أشياء مهمة."

قلبه انتعش بشدة. "إن شاء الله، وين نبغى نلتقي؟" رد عليها، وهو يحس إنه يمكن يحصل على فرصة جديدة.

ردت بسرعة: "خلنا نلتقي في المقهى اللي جنب الحديقة. الساعة 6."

خالد حدد في نفسه، اليوم راح يكون مهم. قرر يجهز نفسه، ويظهر لها إنه جاد في الإصلاح. حضر كل الأفكار اللي وده يتكلم عنها، وكتب بعض الملاحظات عشان ما ينسى شيء.

وفي اليوم التالي، جهز نفسه بشكل مرتب. لبس قميص أنيق وبنطال مريح. كان يحاول يظهر بمظهر يدل على إنه تغير وأنه صار شخص أفضل. قبل ما يطلع من البيت، أخذ نفس عميق وكرر لنفسه: "لازم أكون قوي. هذي فرصتي."

وصل المقهى قبل الموعد بعشر دقايق، وكان ينتظر بفارغ الصبر. في قلبه كان فيه خليط من الحماس والخوف. كلما نظر إلى الساعة، كان يحس الزمن يمشي ببطء. قرر يستغل الوقت وطلب كوب قهوة عشان يشغل نفسه.

بعد فترة، شاف هند تدخل المقهى. كانت تبدو جميلة، لكن ملامحها تشير إلى التوتر. لما شافتها، انتبهت عيونه، وقلبه صار يدق بشكل أسرع. "هند، هلا!" قالها وهو يحاول يبتسم.

"هلا خالد." ردت وهي تقعد أمامه. صوتها كان هادئ، بس فيه تردد.

بدوا يتكلمون عن الأشياء اليومية، لكن خالد كان يعرف إنهم لازم ينتقلون للموضوع الأهم. "كيفك اليوم؟" سألها.

"أنا تمام. بس أفكر في اللي صار بينا." قالت هند، وعينيها تعكس مشاعر مختلطة.

"وأنا بعد. أدري إن الوضع كان صعب، بس أعدك، أنا أشتغل على نفسي. أبغى أكون الشخص اللي تستحقينه." حاول يوضح لها مشاعره.

تأملت هند فيه، وكان فيها حزن عميق. "أنا أدري، بس مو سهلة الأمور. الثقة تحتاج وقت."

"أنا مستعد أديك الوقت اللي تحتاجينه. لكن أرجوك، لا تخلي شي يفرقنا. نقدر نتجاوز كل شيء سوا." كان صوته مليء بالإخلاص.

فكرت هند في كلامه، وكان فيه لحظة صمت. شاف في عيونها بعض الدموع. "خالد، أنا أحتاج أشوف أفعال. الكلام وحده مو يكفي."

"أعدك، راح أعمل كل ما أقدر. بحاول أكون أفضل." قالها بقوة.

بعد فترة من الحديث، بدأت الأمور تتحسن بيناتهم. يتناقشون عن مشاعرهم، وأخذوا خطوة بخطوة. حسوا بالتواصل يعود بينهم، وكأنهم كانوا يعيدون بناء شيء انهدم.

وقتها، سألها خالد: "إيش الشي اللي تخليكي تخافين من العودة؟"

"أخاف أجرح مرة ثانية. أخاف أعود لنفس الأخطاء." أجابت هند بصراحة.

"أنا هنا، راح أكون حذر. بس أحتاجك تكوني معي، عشان نقدر نصلح كل شيء." قالها بخوف.

في اللحظة ذي، حسوا بارتباطهم يتجدد. كأنهم بدأوا رحلة جديدة مع بعض. وابتدوا يحكون عن أحلامهم، وأمانيهم للمستقبل. خالد حس إنه كل لحظة مع هند تعني له الكثير، وكان متأكد إنه راح يواجه أي صعوبات معاه.

وقبل ما يخلصون، قالت هند: "ممكن أقول لك شيء؟"

"تفضلي، أنا سامعك." قالها وهو مركز.

"أحب أسمعك تقول إنك تحبني، بس أهم شيء أحتاجك تكون صادق."

خالد ابتسم. "وعدي لك، راح أكون صادق في كل شيء. ونقدر نبدأ من جديد، بس لازم نكون مع بعض في كل شي."

وبينما كانوا يتحدثون، حسوا إن المقهى حواليهم بدأ يتلاشى، وكأنهم في عالمهم الخاص. في النهاية، كانوا متفقين إنهم يشتغلون على علاقتهم، ويبدؤون من جديد. وبهذا، كان في قلبهم أمل جديد.

حبيتك يالحبيب بعد غيابك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن