20

6 3 0
                                    


خالد استمر في التفكير بكلام هند بعد اللقاء في المقهى. حس إنه بداية جديدة، لكن كان عنده خوف من كيف ممكن تكون الأمور في المستقبل. قرر إنه ما يخلي الشكوك تسيطر عليه، وبدل من كذا، يحاول يعبر عن مشاعره بشكل أكبر.

مرت أيام بعد اللقاء، وصارت بيناتهم محادثات أكثر. كل يوم يحاولوا يتقربون من بعض، وكل واحد منهم يحاول يفهم الثاني بشكل أعمق. كان خالد يحس إن الأمور تتحسن، بس كان يعرف إن الثقة تحتاج وقت.

في يوم من الأيام، قرر خالد إنه يفاجئ هند بشيء مميز. فكر إنه يخطط لها رحلة قصيرة، يتذكروا فيها أيامهم الحلوة، ويعطون نفسهم فرصة للتمتع بلحظات جديدة. اتصل بأصدقائه وسألهم عن أماكن مناسبة. بعد كم يوم، حجز لهم في منتجع على البحر.

لما أبلغ هند عن الرحلة، انبهرت. "صحيح؟ رح نروح البحر؟" قالت بحماس.

"أيوه، وحجزت لنا مكان في منتجع جميل. نقدر نستمتع بالشمس والماء. أنا ودي أبدأ صفحة جديدة معك، وننسى كل شيء."

هند ابتسمت، لكن كان في عيونها توتر. "طيب، بس أنا محتاجة وقت. مو سهل علينا."

"أعدك إني راح أكون حذر. نقدر نبدأ من جديد. بس نحتاج نخرج من جو الروتين." رد خالد بثقة.

قبل الرحلة، كانوا يتحدثون كثير عن توقعاتهم. حسوا إنهم قريبين أكثر، لكن بعد كل حديث، كان هناك خوف دائم من الماضي. قررت هند أنها تبين لخالد أهمية الصراحة، وعشان كذا، قالت له: "خالد، إذا بنكون مع بعض، لازم نتكلم عن كل شيء. مهما كان مؤلم."

"أعدك، أنا هنا للاستماع. كل شيء في بالي، أحتاجك تقولي." قال خالد وهو يشوف في عيونها.

وصل اليوم المنتظر. ركبوا السيارة، وكان الجو حلو، الشمس تشرق من فوقهم. طول الطريق، كانوا يتبادلون الضحكات ويتحدثون عن كل شيء. خالد حس إنه فعلاً يقدر ينسى الماضي، ويركز على الحاضر.

لما وصلوا للمنتجع، كانوا متحمسين. أخذوا الغرفة، وكانت تطل على البحر. الهندسة كانت جميلة، والألوان تعكس جمال الطبيعة. "ما أصدق إننا هنا!" قالت هند، وهي تبتسم بحماس.

"مفروض إننا نستمتع." رد خالد وهو يحس بسعادة في قلبه.

بعد ما استقروا، قرروا يروحون للشاطئ. البحر كان هادي، والموجات تتلاعب على الشاطئ. جلسوا مع بعض على الرمال، وخالد طلع كاميرته وبدأ يصور لحظاتهم. "يلا نلتقط صور حلوة، هذي أول مغامرة لنا سوا." قال.

هند ضحكت، وبدأوا يلتقطون الصور. وكل ما التقطوا صورة، كان فيه ضحك وحركات مرحة. بعد فترة، جلسوا وبدوا يتحدثون عن ذكرياتهم القديمة، وكيف كانوا قبل.

"تتذكر يوم رحنا للملاهي؟" سألت هند.

"أيوه! كانت أحلى ليلة. كنا نركب كل الألعاب." رد خالد وهو يتذكر.

"كنت أخاف من اللعبة الكبيرة." قالت هند وضحكت.

"وأنا كنت أشجعك، وقعدت أبكي لما ركبتيها." قال خالد.

بدا اليوم ينتهي، والشمس بدأت تغرب. جلسوا على الرمال، والألوان كانت رائعة. "هند، أنا سعيد إننا جينا هنا. كل شيء معك جميل." قال خالد وهو ينظر لها بعمق.

هند شعرت بشيء دافئ في قلبها. "وأنا بعد. كل شيء صار أحلى."

بس بعدين، تذكرت. "لكن خالد، في أشياء ما زالت في بالي. مو سهل ننساها."

خالد عرف إنها تقصد الماضي. "أعرف، لكن لازم نواجهه. إذا نبي نبني شي جديد، نحتاج نكون صادقين مع بعض."

هند أخذت نفس عميق. "أحب أسمع هالكلام، لكن أخاف تكرار نفس الأخطاء."

"مستعد أسمع كل شيء، وراح أكون هنا لدعمك." قال خالد.

في اللحظة ذي، حسوا إنهم على وشك بناء شيء جديد. لكنهم يعرفون إن التحديات قدامهم. بعد ما تناولوا العشاء في المطعم، قرروا يرجعون للغرفة.

قبل ما ينامون، جلست هند تفكر. "خالد، ممكن نبدأ من جديد؟"

"أكيد. بس نحتاج نتعامل مع أي مشكلة تصير." رد.

وبدأوا يتحدثون عن خططهم للمستقبل. كل واحد منهم كان عنده أحلامه وأمنياته، وحسوا بالانسجام بيناتهم.

في صباح اليوم التالي، قرروا يروحون يستكشفون المنطقة. جابوا معهم كاميرتهم وصوروا كل الأماكن اللي زاروها. ضحكوا وتشاركوا القصص والأفكار. كان يوم مليء بالمتعة، وفكروا إن هالرحلة تعني لهم الكثير.

مع مرور الأيام، حسوا إن الأمور بيناتهم صارت أفضل. بدأوا يتشاركون مشاعرهم بصدق، وكل يوم كان يمر كانت فيه لحظات حلوة جديدة. لكن في نفس الوقت، كان في خوف دائم من كيف ممكن يواجهون الماضي.

وفي يوم، خلال غروب الشمس، جلست هند مع خالد. "خالد، في شيء ودي أقولك."

"تفضلي، أنا هنا." قال وهو مركز.

"حسيت إننا تجاوزنا أشياء كثيرة، بس في أشياء بعد لازم أقولها."

خالد قلق شوي. "وش هي؟"

"أحتاجك تكون حذر. يمكن يصير أشياء جديدة، بس بقلبي خوف."

"أنا معك، وأعدك إني أكون هنا. راح نواجه كل شيء مع بعض." قال خالد، وهو يحس بضغط كبير على قلبه.

بالنهاية، كانوا يعرفون إنهم بدأوا مرحلة جديدة. وكل لحظة مع بعض كانت تعني لهم الكثير. ومع مرور الوقت، كانوا يحسون إنهم أقرب من أي وقت مضى.

حبيتك يالحبيب بعد غيابك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن