قبل منتصف الليل - الساعة 22:00"تصرف بعقلانية، رجاءً."
قالتها أمي بابتسامة خافتة وهي تمرر يدها على شعري، بينما كان والدي جالسًا خلف المقود يبتسم بدوره ابتعدت قليلاً لأفسح لها المجال للصعود إلى السيارة بعد أن طمأنتها أنني سأكون حسن السلوك.
ليست المرة الأولى التي أُترك فيها وحدي؛ سبق وحدث ذلك في اليابان أيضاً، وقفتُ ألوح لهما، أراقب السيارة وهي تبتعد حتى غابت عن ناظري، ثم التفتُ عائدًا نحو المنزل، أفكر ببعض الهدوء أخيرًا.
أخبرتني أمي أن جارنا لن يتمكن من توديعهما معي بسبب العمل، لكنه سيأتي ليطمئن علي، بسخريةً، فكرت "ليراقب نفسه بدلًا من ذلك!" لم أستطع نسيان نظرته الغريبة وتصرفه غير اللائق في المرة الماضية.
شعرت ببعض الراحة لأنني سأكون وحيدًا؛ ستحررني هذه الوحدة من تقييدات والديَّ وتعليقات والدتي، على الأقل لبضعة أيام.
لا داعي للقلق بشأن الدراسة أو النوم المبكر؛ قد أستمتع بالسهر قليلًا، لكن، كلما تذكرت ما حدث البارحة، تسارعت أنفاسي وارتعدت أوصالي؛ مجرد فكرة أن الجار قد يأتي مجددًا جعلتني أشعر بالتوتر.
قررت أن أستعد للنوم حتى أستيقظ مبكرًا غدًا وأذهب إلى الثانوية دون تأخير.
أطفأت التلفاز بعد مشاهدة برامج عشوائية لساعات، ثم اتجهت إلى السلم وأنا أتنفس الصعداء لعدم رؤيته.
ربما تراجع عن فكرة القدوم، أو يشعر بالخجل من تصرفاته البارحة؟ تمنيّتُ أن يكون ذلك صحيحًا، ولا أريد مشاكل إضافية.
توجهت إلى سريري، ألقيت جسدي فوقه، أغلقت عينيّ ببطء، ثم استسلمت للنوم، على أمل أن يكون الغد خاليًا من أي توتر.
—
شعرت بالعطش الشديد، ولم أفهم لماذا يحدث هذا كلما نمت بعمق، فتحت عيني بصعوبة، ما زلت أشعر بالنعاس، ثم رفعت الجزء العلوي من جسدي عن السرير ببطء، مغمضًا عينيّ بضع مرات كي أستيقظ.
خرجت من غرفتي وأنا أدعك عيني بنعاس، منزعجًا قليلًا لعدم إحضاري قارورة ماء للغرفة مسبقًا.
نزلت الدرج بهدوء، متوجهًا إلى المطبخ.
لم أزعج نفسي بتشغيل الأنوار؛ فقد كان الضوء الصادر من الثلاجة كافيًا عندما فتحت بابها أمسكت قارورة الماء وسحبتها، شربت تقريبًا نصفها في لحظة.
أنا أفرط في شرب المياه أحيانًا، وهذه عادة لا يمكنني التخلص منها...
لكن فجأة، شعرت بحركة خلفي، وكأن شخصًا ما يقف هناك، تلعثم تنفسي وسقطت القارورة من يدي، ارتجفت من الصدمة، وبدأت أطرافي تبرد.