الأيام تمر سريعًا ولم أتوقع أن تكون هذه أكثر الأيام تعاسة التي سأمر بها فقط بسبب ابتعادي عنه.الإتصالات ليست كافية، حقًا ليست كافية.
"أتمنى لكَ الحظ الموفق"
كانت من أمي التي وقفت تودعني قرب باب المنزل، وأنا ابتسمت لها وأركب الحافلة.إنه اليوم الأول لإجتياز الامتحانات الأخيرة.
أنا لا أشعر بطاقة، ربما أحفظ ما علي القيام به لكن طاقتي منعدمة.
إلتقيت ميرا بعد وصولي وكل ما تمنيته حينها هو القليل من طاقتها وحماسها، مر اللامتحان الأول بسلاسة، كانت الأسئلة سهلة وعادية، شعرت كأنني أحل واجبات منزلية بسيطة، أو ربما هذا ما أوهم به عقلي الباطن.
ودعت ميرا وسوبين، ولقاؤنا سيتجدد غدًا كونه اليوم الثاني للامتحانات.
حدقت بالحافلة التي بدأت تمتلئ وتركتها، أريد المشي قليلاً هذه المرة فقد حفظت الطريق للبيت منذُ مدة.
لا أذكر منذُ متى وأنا أتمشى لكنني نوعًا ما ساهٍ في الفراغ..
لا أستطيع حتى ملاحظة ضجيج الشارع أو حتى تمييز الوجوه أمامي
وقفت للحظة عندما لمحت عربة مثلجات، لأتذكر يوم الملاهي.اللعنة ما خطبي؟ أصبحت دراميًا منذ أن وطئت أقدامي هذا البلد اللعين، تقدمت نحو العربة وحدق بي صاحبها الذي كان رجلًا عجوزًا ذو ملامح ودودة.
"أي نكهة عزيزي؟"
سأل بلطف فتنهدتألا توجد نكهة جيون جونقكوك؟
أشرت للفانيلا الممزوجة بالشوكولا، وقفت أحدق بكيفية مزجه وحمله لهم بسهولة واحترافية إلى أن انتهى.
"تفضل"
قال وهو يمدني بطلبي الجاهز لكنني طلبته أن يحمله للحظة حتى أخرج نقودي من محفظتي لكن في ذات اللحظة شعرت بجسد يقف قربي، ويقول: "سأدفع عنك"صوت مألوف صدر من جهته فرفعت رأسي سريعًا نحوه ورأيته يحدق بي.
نسيت كل شيء حولي وكل ما قمت به هو الإرتماء على صدره دون تردد، شعرت بأذرعه القوية تلحف جسدي إليه ويحشر وجهه بجوف رقبتي مستنشقًا رائحة شعري كما اعتاد أن يفعل كل مرة.
لم أستطع كبت دموع الاشتياق وكأنما لم نلتقِ منذ مئة عام.
ابتعدت عنه، أنظر لوجهه الوسيم الذي اشتقت لرؤيته، ثم عدت مجددًا لحضنه بقوة مما جعله يستضحك بخفة.