اللقاء الغير متوقع|25|

4K 244 36
                                    


لقد مر أسبوعان منذ وصولي هنا، وكانت تلك الأيام تمر وكأنها برق أشعر الآن برغبة شديدة في العودة إلى بريطانيا، فقد بدأت أشعر بتعب شديد من كل شيء هنا.

اليوم، قررت أن آخذ ليليا في موعد، بعد أن ألحّ عليّ والديّ بذلك.

توجهنا معاً إلى إحدى الحانات الفاخرة الخاصة بالأثرياء فقط، حيث كان الصوت الصاخب للموسيقى يثقب طبلة أذني.

حدقت في المكان، وكان أول ما لفت انتباهي هو كثرة الفتيات شبه العاريات يرقصن على العصي، يتمايلن ويُلفن حولها بأجساد مرنة كالثعابين، كان الرجال يقفون حولهن، يحدقون بهن بشهوة، شعرت بالقرف من هذا المشهد.

أكملت السير بالقرب من ليليا، التي كانت تمسك بذراعي، حتى وصلنا إلى أرائك حمراء دائرية حيث جلسنا بعد قليل، أتت نادلة ترتدي ثياباً تكشف أكثر مما تستر، وضعت لنا الأكواب، ثم اختفت راقصةً في المكان.

أشحت ببصري عنها وشعرت بإشمئزاز شديد، هل هي أيضاً تشعر بالكراهية لهذا المكان؟ ربما، أخبرتها عن طلبنا، بينما كانت عيوني تتنقل من هنا إلى هناك.

"إنه ملهى للأغنياء فقط"، قالت ليليا في أذنيّ بسبب الضجيج، وأجبت بسخرية: "كلما زادت ثروتك، زادت قذارتك". لم أكن متأكداً إن كانت قد سمعتني، ولكنني واصلت التفكير في الموقف.

ما الذي يدفعني للندم؟ شعرت بشيء من الارتياح وأنا أحتسي المزيد من الشراب في تلك اللحظة، كان حديثنا قد أصبح يروق لي شيئاً فشيئاً.

"كما أخبرتك، أنا أريد تربية ضفدع"
قالت مبتسمة.

أجبت عليها ضاحكاً: "كنت أمتلك نفس الفكرة قديماً".

ضحكت وقالت: "نخب الضفادع!" ثم ضربنا الأكواب معاً وشربنا دفعة واحدة.

"المزيد!" صرخت منادياً النادلة، التي أتت وملأت أكوابنا، ثم اختفت مجدداً.

كنت اشعر بأنني مازلت واعياً لكن عيوني بدات تغلق شيئاً فشيئاً، أما ليليا قد ثملت قبلي.

---

التفتُ بسرعة عندما سمعتُ صوت صراخ، لكن ما لفت انتباهي أكثر كان أن الصوت لم يكن من طرف فتاة واحدة، بل كان من الكثيرين.

الراقصات نزلن بسرعة من أماكنهن، وكل من كان يرقص في وسط الملهى توقف فجأة حتى الموسيقى بدأت بالانخفاض تدريجيًا، إلى أن توقفت تمامًا.

إلتفتُ إلى ليليا، التي بدت أيضًا مستغربة، تحدق حيث كنتُ أحدق، نهضتُ سريعًا لأتحقق من الأمر وأمرتُها بالبقاء في مكانها، لكن خوفها كان ظاهرًا، فتبعَتني على الفور

Bitter sweet.vkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن