ها نحن ذا، في طريقنا لمنزلنا الجديد، الذي يحمل الرقم مئة على ما أعتقد.كانت السيارة تسير ببطء، وقد نزلنا قبل نصف ساعة من الطائرة بعد وصولنا إلى كوريا الجنوبية، البلد الذي لم يخطر على بالي يومًا أن أضع قدمي على أراضيه.
"لماذا!!!" أظهر غضبي لوالدي الذي سحب السماعات من أذني، أشحت بنظري بعيدًا بتضايق، أراقب الطريق الممل أمامي.
أكره أن يسحب أحدهم سماعاتي؛ إنها طريقتي في الهروب من الواقع.
توقفت السيارة، وهذا يعني أننا وصلنا، ألقيت نظرة سريعة إلى هاتفي، وكانت الساعة تشير إلى 17:34.
"ناديتك للمرة الألف، ولم تسمعني بسبب تلك الأغاني التي تتردد في رأسك!" صرخ والدي بصوت مرتفع، وكأنني لم أكن أسمعه حقًا.
دحرجت عيني بتململ وخرجت من السيارة، هربًا من ترهات
والدي التي لا تنتهي.تأملت الحي الراقي والهادئ المنظم حولي لثوانٍ، رغم أنني اعتدت على مثل هذه الأحياء في بلدي، كان كل شيء يبدو نظيفًا ومرتبًا، لكنني لم أشعر بالراحة بعد.
أعدت السماعات إلى أذني، وبمجرد أن بدأت في مساعدته على إدخال حقائبنا إلى المنزل الذي لم يكن مبهر التصميم، بل كان متوقعًا وعاديًا، شعرت بالتعب يتسلل إلى جسدي.
بعد أن انتهينا من نقل الحقائب، كان كل ما أرغب فيه هو النوم.
صعدت السلالم بسرعة، ودخلت الغرفة التي لمحتها عند وصولي دون تردد، أرتميت على السرير، أحدق بالسقف، بينما أتنهد بملل من السفر والإرهاق الذي أصابني.
راودني فجأة سؤال: كيف سيكون حال دراستي في الثانوية الجديدة؟ هل سأجد أصدقاء ودودين؟ أم سأشعر كما في السابق بعدم الراحة مع أي شخص حولي؟
قررت أنه ليس من الضروري أن أتعامل مع أي أحد، فحتى لو لم أكن مرتاحًا، سأنتقل عاجلاً أم آجلاً أقصى حد للبقاء هو نصف سنة، أغلقت عيني في محاولة لاستحضار النوم، لكن الحر الشديد في الغرفة كان يعيقني.
فتحت النافذة بعنف، وجذبني المنظر الذي تصادم به نظري.
لم أتوقع أن تطل هذه الفتحة على حديقة المنزل المجاور، وكانت حديقة رائعة تتلألأ بألوان زاهية، أبتسمت بلا وعي لجمال شكلها، لكن فجأة ظهر شخص ما، ولا أدري من أين جاء، لكنه كان بلا شك مالك الحديقة.
عقدت حاجباي محاولًا رؤية وجهه لإشباع فضولي، لكن لم أستطع رؤية شيء سوى ظهره الواسع.