نداء الجسد|4|

1.5K 101 30
                                    


عقدتُ حاجبَي بسبب صوت المنبه العالي، ولم يمر سوى القليل حتى استرجعت كامل وعيي وانتفضت بقوة لتذكري ما حصل ليلة البارحة.

تحققت من جزئي العلوي ووجدت أنني عارٍ، لا يسترني شيء، أمسكت برأسي غير مصدق أن كل ما طرأ كان حقيقيًا

تمنيت لو أنه مجرد كابوسٍ.

ألقيت نظرة حولي، أنا فوق الأريكة، أذكر بالأمس أنني ابتعدت
عنه إلى الأريكة، لا أعلم لماذا قد نام هنا!

رميت نظرة إلى السرير وإلى أنحاء الغرفة، هو ليس هنا.

أغمضت عيني، أعض شفتي بغضب، وكل ما رسمه خيالي هو وجهه القريب مني وهمساته ضد أذني، لمساتُه وقبلاته، كل شيء يجعلني أشمئز من جسدي.

غادرت أنظر إلى الساعة، يجب أن أجهز نفسي فلم يتبق سوى نصف ساعة على وصول الحافلة.

***

حملت حقيبتي ونظرت إلى المرآة كآخر شيء، وجهي شاحب، كنت مترددًا من مغادرة الغرفة مخافة من إيجاده بالأسفل.

هبطت من سلالم وتوجهت نحو المطبخ لأخذ أي شيء من الثلاجة، لكنني شهقت بخفة حينما وجدته يقف هناك ويقابلني بظهره.

كان يرتدي مريلة الطبخ بينما جزؤه العلوي عارٍ، أردت العودة للخلف بهدوء، لكنه شعر بي واستدار ينظر إلي، فلعنت حظي بشدة بعد أن تجمدت في مكاني.

"صباح الخير."
نبس ببرود وكأن شيئًا لم يحدث، مما زاد من توتري.

"سأذهب."
قلت بسرعة وهو وضع السكين جانبًا.

"ستذهب قبل وصول الحافلة؟"
تحدث يرفع حاجبه، ثم بدأ بالتقدم نحوي، وأنا تجمدت في مكاني أراقبه بينما أرمش بتوتر.

"أ-أنا أحب المشي."
كذبت، وهو يمعن التحديق بي ويمد أصبعه ليلفه حول خصلة من شعري.

"تبدو لطيفًا."

وسعت عيناي، وهو عاد للخلف وفتح عقدة المريلة ليظهر صدره العالي بالكامل! أنزلت نظري سريعًا بخجل، حتى سمعت قوله: "الفتيان الخجولين ليسوا نوعي، لكن لا بأس بك."

أمسك بيدي وسحبني إلى الطاولة، أجلسني بكل هدوء وبدأ بوضع الطعام لي، نظرت للأطباق، أردت رفض الطعام إلا أنني كنت أتضور جوعًا.

"تناول."
أمرني بهدوء بعد أن جلس بجانبي، أطرقت رأسي أحدق بطبقي وأتناول ببطء.

وضعت الشوكة جانبًا بعد أن اكتفيت، ثم نظرت إليه وكان بالفعل يحدق بي منذ جلوسنا.

Bitter sweet.vkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن