الصباح التالي.ركبت الحافلة بوجه متعب ومتجهم، لم أجد جونقكوك في المنزل صباحاً، وتلك الصهباء أيضاً لا بد أنها ما زالت نائمة.
أنهيت جميع الحصص بملل تام، عادت علاقتي بسوبين إلى طبيعتها، وقضيت الصباح بأكمله برفقته وبرفقة ميرا، إنهما يجعلانني أنسى ورطتي.
خرجت من المدرسة، والغريب في الأمر أنني وجدت مينقيو أمامي.
"إصعد، طلب مني جونقكوك إيصالك"
قال ببرود وهو يشير إلى سيارته.ترددت قليلاً، لكني ركبتها بهدوء، شغل المحرك ثم انطلق في طريقه، لم أتحدث، ولن أتحدث.
لم أملك شيئًا لأقوله، خاصة لهذا الرجل.
استغربت نوعًا ما لأن الطريق التي يقود بها ليست مألوفة، إنه لايسلك طريق المنزل.
"أريد أن نتحدث، سنذهب لمقهى بالجوار... ألديك اعتراض؟"
قال كأنما استمع لأفكاري.اؤمت برأسي نافيًا بعد صمتٍ، وبدأ التوتر يتملكني.
ما الذي سيحدثني عنه؟ أنا حقًا لست مستعدًا لأي شيء، وبالطبع لن نتحدث سوى عن جونقكوك جلسنا على الطاولة القريبة من النافذة المطلة على الشارع.
"تريد شيئًا؟"
هو سأل عن طلبي، وأنا نفيت.لكنه أشار للنادل وطلب كوب قهوة، نظر لي ونظرت له، ثم تحدث:
"انتظرت اتصالك، إلى أن فقدت الأمل."رمشت بالطاولة وقلت "لقد حذف جونقكوك رقمك من هاتفي."
"ليس عذرًا، عندما نبتغي شيئًا، لا نصنع له أعذارًا بل نحاول"
صمتٌ، ينظر لي، ثم أضاف: "واستسلامك لذاك العذر يدل على أنك بالأصل لم تود الاتصال بي."حملقت به بحذر، فقال مجددًا:
"أولًا، أريدك أن تثق بي لأنني لن أؤذيك، لذلك توقّف عن التحديق بي كأنني مجرم أو ما شابه."أنهى حديثه تزامنًا مع وضع النادل لكأس قهوته على الطاولة، ارتشف منها قليلاً ثم باشر بالحديث مجددًا: "تايهيونق، لو لم أرى أن هذا سيشكل خطرًا عليك لما حدثتك بهذا الشكل منذ أسبوعين."
"أنا حقًا لا أعلم ما الذي تريد إخباري به بالضبط"
قلت بنبرة منزعجة، فأضمر ينظر لي بهدوء، اتكأ على الكرسي خلفه وطوق ذراعيه فوق صدره."أدرك تمامًا أن جونقكوك يملك الكثير من الأشخاص المحاطين به، والكثير ممن مر بعلاقات جنسية معهم، لكن لماذا لم أتدخل يومًا؟ لماذا لم أذهب إلى إحدى هؤلاء وأخبره أن يطلعني إذا أراد الفرار منه؟"