السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
صلوا على رسول الله...
اذكروا الله....
____________
"فيه إيه؟ مالك؟ أنا بقالي كام يوم حاسس إنك واخدة جنب مني،ومضايقة،حتى لما بتتكلمي معايا بتبقى متعصبة وزهقانة،فيه إيه بجد؟ أنا عملت إيه لكل ده؟!"
نظرت إليه بحذرٍ،ثم جاء ردها كالسهم،حادًا،وكأنها لم تجد في نفسها القدرة على الاحتفاظ بالكلمات أكثر من ذلك:
"المفروض تعرف لوحدك."ابتسم بسخرية،محاولًا تبديد اللحظة الثقيلة التي خيمت بينهما،لكن سخريته كانت أكثر مرارة من المتوقع:
"لا،ماأنا مش جوزك علشان تقوليلي الحبيتين بتوع "لو كنت مهتم كنت عرفت".لحظات من الصمت مرّت بينهما،لكنه كان يراقبها بعينيه،بينما كانت هي تستجمع كلماتها. رفعت عينيها نحوه،ثم ردت بصوتٍ منخفض لكن حازم:
"تصدق إني غلطانة لما وافقت أسمعك."أنهت جملتها كمن تكتشف أنها لا تملك القدرة على التراجع،وكانت عازمة على النهوض ومغادرة المكان. ولكن حركته المفاجئة كانت أسرع منها.
أمسك بيدها بشكل مفاجئ،محاولًا منعها من الرحيل،وتسبب هذا التحرك في ألمٍ مفاجئ له،مما جعله يطلق تأوهًا مكتومًا. عندها،شعرت هي بحركة قلبها تتسارع،فاقتربت منه بفزع وقلق:
"فيه إيه؟…وجعك؟"حاول أن يضبط تنفسه،وكل حركة كانت مليئة بالتوتر،ثم نظر إليها،وتسللت ابتسامة خبثية إلى وجهه،وهو يرد بنبرةٍ تحمل الكثير من الغموض:
"ما أنتِ خايفة عليا أهو."ابتعدت دلال عنه ببطء،وضمت يديها إلى صدرها في محاولة لحماية نفسها من مشاعرها التي بدأت تكتسحها. عيناها كانت تهربان منه،لكنها أجبرت نفسها على أن تتحدث بجمودٍ،وكأنها تقنع نفسها قبل أن تقنعه:
"آه،بخاف عليك مش ابن أخويا."نظر إليها موسى بنظرة مليئة بالاستفهام،وكأن الجملة التي خرجت من فمها كانت أقل من أن تشرح ما كان بينهما. فتساءل بعنادٍ،وفي صوته كان شيء من الخيبة:
"بس؟"أخرجت زفيرًا هادئًا،محاولة أن تُخفي ما كان يتطاير من قلبها أمامه،ثم عادت إليه بنظرة ثابتة،ولكنها كانت أكثر تصميماً على الاستمرار في الحديث:
"آه،بس."أجابها بنبرة قاسية،وكأنه يرفض أن تكون هذه هي الإجابة الوحيدة:
"كدابة."أجابت على الفور،وقد ارتسمت على وجهها ملامح العتب،وسألت بنبرة تألمٍ:
"حد يقول لعمته كده؟"لم يتردد هو في الرد،وكأن كلامه هذا كان النتيجة النهائية لما كان يشعر به من داخل قلبه:
"أنتِ مش عمتي...أنتِ عارفة كويس إني عمري ما اعتبرتك عمتي. طول عمرك كنتِ صاحبتي،أختي،توأم روحي. أول واحدة بلجألها بعد ربنا لما الدنيا بتيجي عليا."توقف موسى عن الكلام فجأة،وكأنما الكلمات ثقيلة على لسانه. كان صوته يحمل معاني أكبر من مجرد كلمات،بينما كانت هي تراقب كل حركة من حركاته بعينيها،وكان الصمت بينهما يُثقل المكان. شعرت وكأن كل كلمة يقولها لها تدق قلبها بشدة.
بينما هو أضاف بصوت منخفض لكنه مليء بالمشاعر:
"أكتر واحدة بتفهمني من غير ما أتكلم حتى،أكتر واحدة برتاح لما بتكلم معاها،أكتر واحدة عرفاني وحفظاني،أكتر واحدة قريبة من قلبي،وبعتبرها أختي بجد. أختي اللي ربنا رزقني بيها وكانت ولازالت أحلى وأغلى هدية منه"كانت كلماته أشبه بسكاكين حادة في قلبها،فهي لم تتوقع أن يُعبّر عن مشاعره بهذا الشكل في لحظة كهذه.
تنفست بصعوبة،وكأن الصدمة قد مسحت كل مشاعرها. ولم تستطع إلا أن تسأله بصوت ممزوج بالدموع والحزن:
"وطالما كنت كل ده بالنسبة لك...ليه بعدت عني؟ ليه دمرت علاقتنا؟ ليه تخليت عني يا موسى؟"
________________الفصل هينزل النهاردة "الخميس" إن شاء الله ياحلوين.
دمتم بخير.

أنت تقرأ
موسى
Fiksi Umum"كنتِ نجمة بعيدة تضيء ظلام أحلامي،واليوم أصبحتِ شمسي التي تدفئ واقعي...فيكِ اجتمعت أعذب أمانيَّ وأعظم انتصاراتي." لاتحكم من الكتاب من غلافه..،فالمظهر الخارجي مجرد واجهة يراها الجميع..،أما الجوهر فيشبه قاع المحيط..،فليس الجميع يصل إليه و يري مايخفيه...