part 23

6.1K 506 100
                                    

كان صديقنا ذو الشعر الأشقر و العينين الزرقاوين صاحب وشم التنين الأسود على كتفه الأيمن نائما في حديقة جميلة جاعلا من الزهور فراشا له مستلقيا تحت اشعة الشمس الدافئة .

فتح عينيه الزرقاوين ببطء شديد ثم تلفت حوله هامسا : أين أنا ؟!

وقف على قدميه و تأمل المكان الجميل الدافئ من حوله ثم قال : هل مت أنا ؟!

جلس مكانه و تأمل الزهور الملونة التي أمامه ثم تنهد و قال : أين جاك و البقية؟ هل هم بخير يا ترى ؟!

أغمض عينيه و رمى بنفسه على الزهور لتتناثر و تسقط بتلاتها الملونة على وجهه ، تأمل السماء و من ثم همس : سأشتاق إليهم جميعا .

أغمض عينيه حينما شعر بالدوار ليغط بنوم عميق .
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مارتن !!
.
.
مارتن : ( صوت من هذا ؟! )
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مارتن !! عد لوعيك ! افتح عينيك أرجوك !
.
.
.
مارتن : ( من هذا الذي يتكلم ؟ صوته مألوف جدا بالنسبة لي )
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
بحق الله مارتن استيقظ !!
.
.
مارتن : ( انه جاك !! هذا صوت جاك !! )
.
.
.
.
.
.
حاول مارتن بكل قوته أن يفتح عينيه لكنه لم يستطع فجفناه كانا ثقيلين جدا ، حرك أصابع يده لكنه لم يستطع رفعها .

شعر مارتن بيد دافئة تمسك بيده و تمسح على شعره ، حاول مارتن فتح عينيه للمرة الثانية و نجح .

فتحهما ببطء شديد جراء تعبه ، كانت الصورة مشوشة لديه ببادئ الأمر لكنها بدأت تتضح له شيئا فشيئا و أول شيء رآه كان وجه جاك القلق .

ما إن رأى مارتن وجه جاك و تعرف عليه حتى تجمعت الدموع بعينيه كطفل صغير لتبدأ بالانهمار على خديه ، ابتسم جاك بدفء و رفع يده ليمسح دموع مارتن برفق و يقول : نحن جميعا بخير ، لا داعي للبكاء .

لم يهدأ مارتن و لم تتوقف دموعه عن الانهمار فقال جاك : صدقني الكل بخير .

امسك مارتن بيد جاك بقوة قائلا بصوت متعب و مهتز و مبحوح : ظننتك مت فعلا ، لقد اعتقدت أني فقدتك و لن أراك مجددا بحياتي !!

جاك كان مصدوما من طريقة كلام مارتن و بكاءه المستمر لكنه لم يعلق بل تركه لينهي كل بكاءه ، بالعادة مارتن يكتم بقلبه و لا يبكي حتى إن اجتاحته رغبة بالبكاء بشدة ، لكن يبدو أن أعصاب مارتن لم تتحمل هذه المرة فالأمر حقا كان صعبا عليه .

هدأ مارتن بعد لحظات فقال له جاك : كيف تشعر ؟ هل تتألم ؟

مارتن : لا ، جسدي كله مخدر ، ماذا حدث بالضبط ؟! كنا على وشك الموت !

[Black &Red]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن