*ملاحظة: يلي بالصورة كارمن بفساتها والغرفة تبعها...
.............................................
....كارمن....
صعدت والسكون استحوذ على جسدي...
غداً هو زفافي.... ذلك اليوم الذي لم اتخيل انه سياتي...
فكل من يراني يحبني لجمالي وملامحي وليس لذاتي....
اتعلمون كم اكره جسدي وتفاصيل وجهي...
لن تشعروا بي وبالجحيم الذي اعيشه الان....
الزفاف حلم كل فتاة....
ولكنه الان كابوس بالنسبة لي......
دخلت تلك الغرفة التي اصبحت تحت مسمى #غرفتي....
كآبة استوطن عليها....
ظلام احيط بها و بقلبي....
إلتف بي وبجسدي.....
اردت ان تخرج روحي ....
تمنيت الموت الان في هذه اللحظة....
فتحت تلك الستارة التي اعاقت نور القمر بالدخول.....
نظرت لذلك البدر.....
وما هي إلا لحظات وتبدأ الغيوم بالتكاثف وبدأ المطر بالهطول.....
وكأن تلك السماء عرفت معاناتي.....
تآملت المنظر وشممت رائحة التربة لتنبثق تلك الدمعة التي حاولت امساكها... منعها... اسكاتها...
ولكنها ابت ان تصمت.... خرجت لتندثر معها الذكريات جميعها.....
ابكي بحرارة وبقوة.....
ودموعي لا تكاد ان تتوقف.....
حاولت منع شهقاتي بشدة ولكنها خرجت.....
صرخت وصرخت.....
ولكن ما من احدٍ يسمع نحيبي.....
لم ارى سوى تلك القطرات لاوصل لها حزني وألمي........الراوية.....
بكيت كثيراً حتى جفت دموعها....
اركت برأسها على النافذة ونظرت للمطر....
غفت بهدوء بعد بكاءٍ مستمر.....
وفي تلك الغرفة....
سمع بكاءها....
وصراخها.....
دخلت لفؤاده وذابته....
لعن نفسه وتلك الدموية التي به.....
لقد آلمها.... هي لا تعلم ما بداخله!!
هي لا تعلم لماذا احبها!!
هي لن تتذكره ابداً.....
تكره من بين اضلعها....
ضرب قبضته على الحائط ونطق بحزن:تباً....
اتى الصباح محملاً بشتى المشاعر المختلطة....
دخلت الخادمات غرفة كارمن...
لترتعد كارمن وتسقط على الارض.....
نهضت وقالت برعب: من انتن؟!!
انحنت رئيسة الخدم الجميلة والرشيقة: عذرا سيدتي لإخافتك ولكن اليوم زفافك.... فهلا بدأنا بالاستعداد ..........كارمن...
دخل اليأس الى نبضاتي.....
زفافي الان... ومن اكثر شخص اكرهه...
قتل عائلتي وعذب ابي.....
استحمت ولبست....
خرجت إليهن وبدؤا بتجميلي....
رفعهن بعض من خصلات شعري وانزلن بعضها....
جلبن فستان الزفاف....
نظرت له مطولاً....
تأملت تفاصيله رغم انه بغاية الروعة والجمال...
إلا انني ارى به اسوء ايام حياتي.....
خرجن وظللت انا حبيسة تلك الغرفة مع ذلك الفستان.....
يراه البشر ابيض ولكن في عينيّ اسود اللون وكأن الظلام يعشعشُ فيه....
ارتديته ووقفت امام تلك المرآة الطويلة....
تأملته على جسدي....
هل كنت سأكون سعيدة لو كان رجلُ احبه!!
راودني ذلك السؤال كثيراً.....
ذهبت الى النافذة...
فتحتها وطللت منها....
وجدت الحضارين مقبلين للقصر...
والشمس بدأت ببطء تخبأ خيوط اشعتها.....
دخلت باتي وانحنت ونطقت: سيدة كارمن هلا ذهبتي معي!!
ابتسمت بلا مبالاة وضعت الطرحة على رأسي وذهبت وراءها....
نظري تجاه الارض....
لا أعلم ماذا افعل!!
اتبع خطوات باتي....
وصلنا لذلك الدرج....
دخل صوتها بعد فترة وجيزة:انستي... هيا من هنا انزلي تلك الدرجات وستجدين السيد بنتظاركِ....
نبض فؤادي... شعرت بكل قطرة دم تدخله...
بدأ بعض من قطرات العرق بالظهور على جبيني...
خطوتُ اول خطوة ومع كل درجة اتجاوزها يزداد ارتباكي...
لا أعلم لماذا القلق اتخذ من اضلعي بيتا لهُ؟!!
وصلت للنهاية ولكن روحي خرجت....
نظر لي بتمعن من رأسي الى اخمص قدماي..
وانا نظرت له واخيراً شاهدت ملامحه كاملة....
عينينه المثالتين وكأنهما جحرين محترقين....
خصلات شعره الفضية.....
مد يده لي... ونقش على ثغره ابتسامة فاتنة......
ترددتُ في بادئ الامر ولكن ذلك المشهد جعل من يدي تندفع الى كفيه....
لم تتسل إلى قلبي أيُ مشاعر...
كنت كدمية جامدة....
كنت جسداً بلا ورح...
كلوحة رسمت فقط للنظر...
لا للكلام ولا للاستماع....
نزلنا الى الجزء الاسفل من القصر....
هنلك اجتمع حشدٌ من البشر او هكذا انا ظننت....
وبدأت الافواه بالتحرك والهمسات بالتنقل....
هذا هو نجاحهم التكلم والتفوه.....
نظرة باردة لا حياة بها استحلت مقلتاي....
عقدتُ قراني على ذلك الشاب بل الوحش المتعطش للدماء....
تمنيت وقتها ان تسلب روحي....
ولكنها كانت حبيسة قوقعة جسدي....
كنت سجينة الجحيم في عالم من الشياطين....
اجلسني على ذلك الكرسي....
وبدأ الناس بالتقدم والمباركة.....
لم ينطق ثغري أيُ شي...
هو من أستلم الرد والتفوه....
وانا بقيت كحجر للزينة....
عروس بالاسم فقط....
فجاءة يد رجل مدت لي وانا شاردة الذهن او لاقل وضعت عقلي في تلك الغرفة المليئة بالظلام.....
رفعت نظري بلا مبالاة وجدته هو....
همس بسمعي : هيا لنرقص.....
نهضت وامسكتُ يده.....
هو من كان يحركني....
لم اكن مسؤولة عن جسدي....
كان كله تحت سيطرته....
فانا قد خرجت روحي ووقفت لجانب أبي منذ لحظات.....
اردت في تلك اللحظة ان اقتله بيديّ هاتين....
ولكن جسمي لم يكن لي.....
اقسم انني جرتُ من المشاعر آن ذاك.....
بدوتُ كتلك اللعبة الراقصة تتحرك مع انغام الموسيقا كلما ادرت مفتاحها الخاص....
أنت تقرأ
ملاك بين يدي شيطان
Mystery / Thrillerلعنتها جمالها... فهي لم تجذب فقط البشر وانما شيطان وقع بحبها... فكيف ستكون حياتها! هل ستصبح حجيماً اكثر مما هي عليه! ام ماذا؟! ملاحظة :هذا أول عمل طويل لي أي خطأ سواء كان إملائي او نحويّ أو بلاغيّ فهو بسبب أنها بدايتي أرجو الحكم عليها بكل لطف وبعيد...