"جحيم حبي الفاشل"

23.8K 1.1K 41
                                    

..كارمن...

لم يغلق جفني قط، كنت كجثة هامدة ملقى على السرير بارد، مرة يوم وانا مازلت على حالي، دخلت اشعة الشمس المزعجة إلى مقلتاي ، فعلت ان الساعة الثانية عشر ظهراً، نهضت بتثاقل واردت اغلاق الستائر، ولكن شيء صعق بؤرة عيني، لا بل كسرني كُلي

هو يحتضها بقوة وهي تبادله ذلك ، شددُ قبضتي على الستارة، صرخت، جننت ، بل لعنت كل شيء يتعلق بالشياطين، لم ارى ما امامي، اصبحت ارمى كل شيء  في تلك الغرفة، وذلك المشهد يخيم على عقلي ولا ينفك ابداً

امسكت تلك المزهرية ورميت بها لتتناثر كمشاعري الحمقاء، ما الذي يفعله ؟! لماذا لم يبعدها عنه؟! كيف سمح لها بذلك ؟! كيف ؟! لم يكن ذلك موطني؟! ألم اكن انا التي اقيم فيه ؟! أم انني كنتُ مجرد لاجئة ؟!

دخلت باتي مسرعة ، ونظرت إلي ، شاهدت دموعها التي كادت ان تسقط، اقتربت مني وضمتي لها وإلى حجرها، اصبحت تبكي بشدة، وانا كنت كجسد خرجت روحه، لم احرك ساكناً، عندما انهت اعادتي لسريري ونظفت تلك الفوضى التي احدثتها

لم يزرني النوم ابدا، ظللت على سريري ثلاث ايام تطعمني باتي وادخل إلى الحمام كنت كبكماء ، لا اتكلم، استمع فقط إلى ضحكاتهم وكلماتهم، ولا ابدي اي تفاعل ، وفي تلك الليلة دخلت باتي الغرفة

جلست بجانبي ومسحت على خصلاتي شعري، لا ادري لماذا ؟! ولكن تلك الحركة جعلت من نهر دموعي يتدفق، لم اتمالك نفسي وانهرت باكية، رببت على ظهري ، امسكتها من ملابسها كطفلة صغيرة

قلت وانا بين شهقاتي:

" ارجوكِ، باتي ارجوكِ ،اعيديني إلى عالم البشر، لم يعد لي مكانٌ هنا، ارجوكِ، اريد العودة والان، الرجل الذي احبه بم يعد سهتم بي، فما فائدتي بالمكوث هنا ؟! "

قالت بغرابة:

" وإلى اين ستعودين ؟! لا يوجد ايضا احدٌ هناك اما هنا يوجد انا "

لم انطق بكلمة، اعتقد انها اراحتي قليلاً ، غفيت بين احضانها الدافئة، وفي الصباح الباكر عندما استيقظت لم اجدها بجواري، استغربت ، ناديتُ باسمها، مراراً وتكراراً ولكن لا حياة لمن تنادي

نهضت وخرجت ،بحث عنها في القصر ولكن لا أثر لها ، أين ذهبت ؟! هل خرجت للبقالة ؟! ام ماذا ؟!

ناديت بأسمها مرة اخيرة عليّ اسمع صوتها ، ولكن صوت تلك الساحرة الشمطاء خرج عوضا عنها  قالت بابتسامة خبيثة:

" عن ماذا تبحثين ؟!"

قلتُ بغيظ:

" لا شأن لكِ "

قالت بمكر:

" ان كنتِ تبحثين عن باتي، فلقد نقلها مايك لخدمة القصر الملكي"

سقط قلبي من هول ما سمعت ، لماذا يفعل شيئاً كهذا ؟!  قلت بسخرية:

" مايك، لن يثدم على فعلٍ مثل هذا ، فهو يحترمها كثيراً "

ملاك بين يدي شيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن