"اياكَ إيذائه"

62.7K 2.2K 35
                                    

رحل مايك مبتعداً عن غرفة كارمن....
ولكن كل افكاره لديها.....
اسمها يعانق عقله....
انه متيم بعشقها....
ولكن اي حب هذا؟!
لم يكن عشقاً عادياً وانما دموياً......
يحب ان يرى الرعب بين بؤرتيها....
يحب ان يراها ترتعش خوفاً امامه....
ابتسم بكل شيطانية وقال بكل وحشية: لنرى كيف سيكون وجهها عندما ترى تلك المفاجئة!!!
وفي تلك الغرفة....
كارمن نائمة او ليست كذالك بل هي اسطنعت النوم....
فبعد وضعه لها بالفراش فاقت من الاغماء.....
عندما سمعت صوت خروجه وذهابه....
لامست اطراف اصابعها الارض الباردة....
احكمت ثغرها.....
وذهبت الى الباب....
وضعت سمعها لتعلم ان كان احدٌ وراءه ام لاء...
لم تشعر بوجود أحد...
فباتي كهواء خفيف لا تحس بوجدوها.....
امسكت كارمن قبضة الباب....
وعضت على شفتيها السفى خشية ان يخرج صوتاً.....
لم يصدر اي صوت...
اخرجت تنهيدة الراحة....
وعندما وطئت قدمها خارج الغرفة....
وجدت باتي بجانب الباب....
اتسعت أعين كارمن....
ونبض قلبها بهستيرية....
وبدأ عقلها يلعن نفسه.....
لم يستطع جسدها التحرك.....
وكأنها كمياه جارية توقفت بسبب صخرة تعرضت لطريقها....
لم تلتف باتي ابداً...
بدت كدمية او لوحة موضوعة....
لم ترى كارمن كامل وجهها....
خرجت كارمن بكل هدوء...
وارادت الذهاب من الطريق الاخر....
اعتقد انها لن تكشف....
ولكن عندما ادارت رأسها لترى ان تحركت باتي ام لا...
لم تجدها وأنما اصطدمت بأحدهم.....
عادت للخلف قليلاً....
ارتعد قلبها خوفاً من ان يكون هو....
رفعت رأسها بكل حذر.....
لتجد امامها آية من الجمال الفاتن.....
ذهلت لدقة ملامحها....
ثغرها مفتوحة نصفه....
ومقلتاها متسعتان....
تداركت منظرها وضبطت شكلها ...
خرج صوت باتي كألحان ودخل سمع كارمن: عذرا سيدتي.... ولكن هلا عدتي لغرفتكِ!!!
ومن دوم شعور تحرك جسد كارمن...
وعادت بصمت الى الغرفة....
لقد انبهرت بصوتها وجمالها واحترامها....
ولكن سرعان ما افاقت من سحرها.....
بدأت بالبحث عن مهرب...
وجدت النافذة....
ذهبت وفتحتها لترى في اي طابق هي....
ولكن ما ان ارادت ان تخرج رأسها...
ليفتح الباب... نظرت لتجده هو....
من شدة خوفها منه قفزت ولم تهتم.....
اغمضت عيناها وسلمت نفسها للموت.....
ولكن هبطت بين يدين قوتين ومتماسكتين....
لم تشأ ان تفتح جفناها.....
لانها على علم انه هو!!
ولكن ما أحتارت بشأنه !!
كيف وصل بهذه السرعة؟!
ما ان نطق هو اسمها لتفتح عينينها...
اصطدمت مقلتها ببؤرته الحمراء..
الغضب اندفع الى عينيه....
وكأنه بركان على وشك الانفجار.....
حملها وانطلق بها الى داخل القصر.....
لم يسلك الطريق لغرفتها وانما نزل بها الى القبو....
تتحرك بين يديه وتضرب صدره بكفيها الصغيرتين وثغرها ينطق: اتركني... انزلني... دعني.... ايها الوحش.... اتركني....
لم ينصاع هو لأي من احرفها....
بل تابع سيره بكل شموخ....
وصل لعدد من الزنزانات.....
وضعها على الارض....
ارادت الهروب ...
امسكها من معصمها وقال بكل هدوء: باتي... اشعلي الانوار....
وما هي إلا ثوانٍ وتضيء تلك السجون.....
وهي تحاول التخلص من اغلال يديه....
نطق بأسمها استدارت لترى الفاجعة....
دمعة شقت طريقها في وجنتها....
وفؤادها ينبض بكل قوة....
اعتقدت انه مات....
اعتقدت انه الان مع تلك الاحشاء....
ولكنه هنا!! انه هنا.....
امسكت بالقضبان وصرخت: ابي... ابي.... هل انت بخير؟!
معلقٌ بالقيود من يديه وقدميه....
دماء على صدره ورأسه....
وكأنه فاقدُ الوعي....
بدأ الكره يتغلغ بين اضلعها....
من فعل هذا ؟!
اصابت جسده البارد بتلك النظرة.....
قالت بغضب: انت من فعل ذلك !!!
بادلها النظر ولكن ابتسامة سخرية نقشت على فمه....
قال ببرودة: ومن برأيك!!
اندفعت إليه.... ضربته بيديها الهزيلتين....
هزته... دفعته.... وهي تشتمه.....
امسك معصهما ليوقفها عن الضرب....
لم يتألم وانما ليقول كلماته....
نطق واعينهما إلتقت: اما ان تتزوجي بي او ان تودعي اباكِ الى الابد.....
هدئت... سكنت... تركها لتسقط ارضاً....
ماذا ستفعل ؟!!
الصمت استحوذ المكان....
والسكون العم تلك الزنزانات....
وفجاءة ظهر صوتها: حسنا.. أقبل.... فك قيد والدي وسأقبل الزواج بك.....
هي لم تعلم انها ستتزوج بمخلوق ليس ببشري!!
قبلت عرضه لانقاذ حياة والدها.....
وقفت ونظرها موجه لجسد ابيها....
قالت مصوبةً كلماتها لمايك وقد انزلقت دمعتها : إياكَ وايذائه اكثر....

ملاك بين يدي شيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن