بعد الانتهاء من رقصتنا....
جلسنا وتناولنا الطعام....
اشغل هو بمحادثة الحضور....
وانا بشرود تام بالوجوه....
ابتعد هو عن ناظري....
تذكرت ابي...
يجب ان اراه قبل ان يعود للقرية....
ان اغرق بين احضانه الدافئة قليلاً ولاخر مرة....
ان اشتم رائحته الحنونة.....
بعد ان تأكد من عدم ظهور مايك....
همست لباتي: سأذهب للمرحاض واعود....
عندما اصبحت بالرواق...
خالي وتضيئه المصابيح....
امسكت بفستاني....
وبدأت انزل تلك الدرجات....
وصلت للاسفل.... دخلت القبو....
مظلم لا وجود للنور فيه....
استندت على الحائط وبدأت بالتحسس ان كان يوجد اي زر للضوء...
وما هي إلا لحظات وانتشر النور في ارجاء السجون كاملة....
باردة لا وجود لأي مشاعر بها.....
وكأنها وحش كل من يدخلها يجرد من كل حقوق الانسانية.....
ولكن من أنار الاضواء!!
نظرت الى درج مرتفع قليلاً....
انه هو !
كيف علم؟!
ارتعد قلبي بقوة....
اردت العودة....
ولكن رغبة رؤيتي لأبي وعانقه كانت اقوى من خوفي منه....
بدأت اركض بين تلك القضبان وابحث عنه قبل ان يأتي مايك إلي....
ولكن ما جعلني اسرع اكثر برودته فهو لم يركض إلي ولم يمسكني...
بل ينزل بكل ثقة خطوةً خطوة...
واخيراً وجدت الزنزانة المقصودة...
اندفعت إليها بشوق....
امسكت بقضبانها....
كانت مظلمة لا ارى منها شيء....
قلت بقوة: أبي!! أبي!!! هل انت بخير؟!
أبي... ارجوكَ .... انطق او تحرك....
احسست بأحد خلفي...
بدأ فؤادي الغبي بالنبض وكأنني بسباق جري...
لم ألتفت وانما نظري موجه لمكان ابي....
شعرت بنفسه عند شحمة اذني.....
اقشعر بدني... ولكني لم احرك ساكناً...
همس علل مقربة من سمعي: عندما هربت الاميرة نسيت حذاءها وانتِ ماذا نسيتي!! ألم تنسي حفل زفافكِ!!!
ادرتُ جسدي ودفعته بعيداً بكلتا يداي....
صرخت بأعلى صوتي والدموع بدأت بالانهمار: ألا يحق لي ان ألتقي بأبي... ألا يحق لي ان اتنفس قليلاً ..... ألا يحق لي ان اندفن بين احضانه....
فتحت ذلك الباب ودخلت.....
لم أجد اي أحد!!
لم أجد اي اثر للحياة هنا!!
بحثت عنه ولكن لا وجود له....
دخل مايك إلي....
ذهبت إليه وامسكت من قميصه قلت والغضب أستحل مقلتاي: أين هو ؟! قل لي!! أين هو؟!
قال ببرود وقد اشاح النظر إلى عيناي: لقد اعدته للقرية.....
نظرت له بحقد وغيظ.....
تكورت دمعة على ضفة جفناي وقلت: كيف ؟! كيف تفعل هذا بي؟! لماذا لم تدعني اودعه!!
لماذا لم تجعلني اعانق واقبل يده!!!
لم افعل لك شيء.. اقسم بذلك لم افعل!!
وانهرت باكيةً على الارض....
وجدت دماءه هناك...
دماء بارد وقديمة....
لمستها وحاكيتها: لماذا لم تنتظرني أبي!!
بدات اهلوس كالمجنونة!!
تلطخ فستاني بالدماء....
هنا كان!! ولم استطع الوصول له!
هنا وجد ولم استطع حتى التكلم معه.........الراوية......
كارمن تبكي بحرارة...
ومايك لا يعلم ماذا يفعل!!
هو لم يقصد ذلك!!
ولكن هو يجزم ان شاهدته ستتحطم اكثر!!
الان علم كم هو أحمق... مغفل...
بعد مضى نصف ساعة....
امر مايك باتي بان تصرف الحضور...
انتهى حفل الزفاف....
بدأ بمأساة وانتهى بدموعها....
صعدت على الدرجات خائرة القوى....
لا حياة فيها....
وكأنها نبات غابت الشمس عنها.....
دخلت الغرفة وهي تجر أذيال الخيبة ورائها...
كسر قلبها وحلت معناتها....
لم تبدل ملابسها..... جلست علل الاريكة وبدأت تكلم اطيافها الخاصة....
رادات ان تغفو ولكن صوته فجاءها: كارمن....
نظرت له بشمئزاز.....
لم تبدي أي تفاعل.....
بل اركت برأسها على الاريكة واغمضت مقلتاها.....
ولكن ما هي إلا ثوانٍ وتحمل بين ذراعيه.....
فتحت جفناها وبدأت تتلقب وتقول: وغد... اتركني... ابتعد ...
وضعها على الفراش وابتعد عنها....
ذهب للباب ونطق: نامي وتغطي جيداً انا سأكون في الغرفة المجاورة....
استغربت من ردة فعله!!
ألم يكن مستبداً معها !!
ألم يكن يريد قتل والدها!!
والان يتصرف بلطف شديد....
لم يكن ذلك ذا أهمية في قلبها...
ففراقها عن ابيها ألم فؤادها....
وغفت بعد لحظات وبعد كماً من الدموع....
أنت تقرأ
ملاك بين يدي شيطان
Mystery / Thrillerلعنتها جمالها... فهي لم تجذب فقط البشر وانما شيطان وقع بحبها... فكيف ستكون حياتها! هل ستصبح حجيماً اكثر مما هي عليه! ام ماذا؟! ملاحظة :هذا أول عمل طويل لي أي خطأ سواء كان إملائي او نحويّ أو بلاغيّ فهو بسبب أنها بدايتي أرجو الحكم عليها بكل لطف وبعيد...