إياكِ لمسي، فانا ملكٌ لها

25.4K 1K 51
                                    

....كارمن...

ماذا تفعل سينيثا هنا ؟! ولماذا اغلقت ذلك الباب ؟!، ان عقلي مليئ بالاسئلة، وانا اذهب لغرفتي مرت باتي بجانبي ، قلت بها بأستفسار:

" لماذا جاءت سينيثا؟!"

قالت باتي مبررة:

" لقد جلبت الملفات فالطبيب جوني لديه مريض مستعجل"

تفهمت الامر ولكنني كرهته ، كيف يقول لي ان اخرج ؟! ألم يكن قبل قليل حنونا بي ؟! ما الذي غيره فجاءة؟! ما الذي حدث ؟!

عدت إلى غرفتي وانا في كومة من التساؤلات، ولكن يبدو انني كنت متعبة فغرقت في النوم بعد مضى نصف ساعة من التفكير، استيقظت على حركة  قبضة الباب، ظننت انه مايك ولكن ما إن رايتها تطرح أمالي أرضاً

قالت باتي بلطف:

" كارمن، الغداء جاهز، هيا"

نهضت بتثاقل وانا اجمع شتات نفسي ، غسلت وجهي ، واتخذت قدماي خطواتها إلى مائدة الطعام، وجدته هناك، ولكن نظرات باردة  تعلو وجهه، ما إن رأني حتى حمل نفسه وأراد الرحيل ، استوقفته قائلة:

" مايك، عزيزي ، إلى أين ؟!"

وقفت قدماه ونظر لي بطرف مقلته وقال بحدة:

" لا شأن لكِ"

كلماته أصابت دقات فؤادي ، تجمدت للحظات ولكن ما إن رأيته يكمل سيره إلى مكتبه ، لحقت به وامسكته من كمه ولكن ابعدني عنه بسرعة وقال جملة حطمت قلبي لا بل كُليّ:

" إياكِ لمسي، فانا ملكٌ لها"

قلت مستغربة وقد ارتجف صوتي :

" من هي ؟!"

قال بثقة:

" ومن غيرها، سينيثا عزيزتي"

صعق بدني، ارتعدت أضلعي ونبضات في حالة من الصمت المطبق، تركني انا في عاصفة وذهب، لم يعد ليقول انها مزحة ، لم يأخذني بين احضانه ويهمس لي انه فعل ذلك ليغار قلبي عليه وأنما رحل ليتركني في جنارة اقامها جسدي

رجفة اصابت قدماي لتجعلني أتكأ على كرسي لتلامس قدماي الارض الباردة كحالي تماماً ، جاءت باتي وهي قلقة وقالت بخوف:

" كارمن، ارجوكِ لا تأخذي كلماته على محمل الجد، اعتقد انها مزحة ، لا أكثر "

اردت تصديق أحرفها ، ولكن اذناي تأبى ذلك فجملته مازالت حبيسة قوقعة عقلي وفكري ، نهضت وانا امسك بيد باتي عدت إلى غرفتي مثقلة بمشاعر لا ادري اين سأذهب بها ؟! وتلك الاسئلة التي تحاصرني في زاوية دماغي لا أعلم اين اضعها؟!

وتلك الجملة من جهة اخرى ، انني محاطة بشتى الانواع والاشكال، لا ادري بماذا أبدا؟! أأواسي قلبي الحزين؟!! ام أجيب عن أسئلة أجهل اجوبتها؟!! ،انني ضائعة! حائرة !

جلست على ذلك السريع وانا انظر للعدم ، والوقت تجمد لدي، كل ما انتظره هو قدومه للاعتذار او لتبريره عن التي نطق بها !

مرة نصف يوم وانا على هذه الحالة، انتظره بشدة، لم أيأس ابداً ، مازال هناك خيطٌ أملٍ يداعب فؤادي المنكسر ! وباتي تنظر لحالي وتبكي

.... الراوية.....

بدت كطفلة تلقت صفعة من والدتها التي عشقتها ، لا تدري ماذا تفعل ؟؟ كيف تتصرف؟! وماذا تقول! فقط تجلس على ذلك السرير تنتظره بصبر وإخلاص ، عله يرأف بحالها ويأتي ولكن هيهات ، خرجت باتي وقد تجمع الدمع في مقلتيها ، لم تنظر لما امامها لتصطدم به  قالت بتأسف:

" انا أعتذر ، سيد مايك"

لم يبدي لها اي تأثير ، نظر لها بلا مبالاة وتابع سيره، ولكن اوقفته كلماتها  الغاضبة:

" ما الذي تظنه بفعلك بها هذا ؟! هل انت سعيدٌ الان ؟! كيف تجرأ ؟! ألم تقل لي ذات يومُ انه تحب سينيثا كأختِ لك؟!

لم ينطق ثغره اي كلمة، شعرت باتي بيد تلامس ظهرها  وصوت يدخل سمعها:

" كفى عن ثرثرتكِ هذه، ايتها الخادمة الوضيعة، عدة ايام وتنتهي كارمن ، وسأكون انا مالكة هذا القصر "

إلتفت باتي بسرعة لتجد سينيثا خلفها، رمقتها بنظرات حادة قاتلة، ابتسمت سينيثا بسخرية وقالت وكأنها تحاول استرجاع الماضي:

" لا تقلقي ، ستعتادين على رؤية وجهي كل يومَ ، فأغلقي فمك جيداً ، وإلا لن ترى عزيزتك كارمن مجدداً كما حدث مع توم ، يا زوجة الخائن  "

كورت باتي قبضتها بغضب وانصرفت بسرعة ، لا تريد ان ترى مصريها ابنها بكارمن ، فقلبها لم يشفى للان من تلك الصدمة

دخل مايك إلى مكتبه ووراءه سينيثا، قالت بلطف :

" هل تريد كوباً من الشاي، حبيبي؟!"

قال بأبتسامة :

" أجل ، اريده من يديك الجميلتين"

خرجت إلى المطبخ لتعد الشاي، وهو جلس على الكرسي ، خالي من المشاعر ، كقوقعة فارغة، بل مشاعره لسينيثا بالية، هو يحس بشيء غريب، شيءِ ناقص ، نهض ونظر لتلك الحديقة ، ترأت إليه اطياف لا يريد من هم ! ولكن تسأل في نفسه (اشعر انني نسيتُ شيئاً )



ملاك بين يدي شيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن